فوائد رياضة اليوغا، اليوغا، فوائد اليوغا، الأمراض التي تساعد اليوغا في علاجها، اهمية اليوغا في بعض المجتمعات، تخفيف اعراض الربو، الاكتئاب، فقرات الظهر والرقبة
تُعد اليوغا من أهم الوسائل في تخفيف التوتُّر، وجعل الإنسان بحالةٍ من الاسترخاء، وتفريغ الغضب من خلال تمارينها، وهي الرِّياضة الّتي تُلامس الرُّوح؛ وتجعل العقل والجَسَد أداةً واحدة، والتمارين الخاصَّة بها تجعل النّفس تنعم بالهدوء، بعيداً عن كافة التراكُمات السلبيّة.
كثيرٌ من الأشخاص عند الشعور بالتَّعب أو الانزعاج، يلجؤون لوسائل اعتادوا عليها، مثل تناول الطَّعام بإفراط، أو التسوُّق وشراء بعض الأشياء مثل الملابس وهُم لا يحتاجونها، فقط لشعورهم بالاستياء، مُتجاهلين أهم وسِيلَةٍ تُساعدهم في مثل هذه المواقف، وهي اليوغا.
تعمل هذه الرياضة على تخفيض مُستوى هرمونات الجسم الّتي ترتفع عند الانفعال، وتُعيد للجسم توازنهُ، إنّ اليوغا ليست رياضةً عاديّة، بل إنَّها تُخاطب الجَسَد؛ وتقوم بالسّيطرة عليه، وإعادة دفّة القيادة والتّحكُّم به إلى عقلك، لأنَّه من المعروف أثناء الغضب والحزن يَفقد الإنسان السّيطرة على جَسده، وقد يقوم بأفعالٍ يَندم عليها بعد ذلك، فهي تكون الأداة الّتي تُعيد الأمور إلى نِصابِها، كما لها فوائدٌ صحيّة، وتُعالج بعضاً من الأمراض، وتجعلُك تشعر بنشاطٍ دائم.
إنّ رياضة اليوغا تعني رياضة العقل والجَسَد، فهي لا تُقتصر فقط على بعض التمارين الرياضيّة، بل إنّها تَشمُل تمارين العقل، مثل التأمُّل وتمارين التنفُّس، لتجعل الإنسان في سَكِينَةٍ دائمَة، ويُشحن بالطّاقة الْإِيجَابيَّة، وتزيد من قوّة تركيزه.
من جماليّات هذه الرياضة، أنًّها ليست بحاجة أن يكون الشخص رياضيَّاً ليُمارسَها، فهي من تحوّل الجَسَد من خاملٍ متصلِّب إلى مَرِن، وتزيد من قوّة العقلُ ورجاحته، حتّى لو أنَّك لم تُمارس أيّ رياضةٍ في حياتك، حيثُ ستشعر بعد دقائق قليلة بتغييرات نفسيّة وروحيّة ستتفاجأ بها، حيث أنَّ مفعول هذه الرِّياضة سريع، ونتائجها عظيمة مع الاستمراريَّة، ومن تلك الفوائد:
- اليوغا تزيد من طاقة جسمك: دقائق قَليلة من بعض تمارين اليوغا، تُعيد شَحن الجسد بالطّاقة، وتُنشِّط شاكرات الجَسَد، وتجعل الدَّورة الدمويّة تَتدفّق لِجميع أنحاء الجسم، وخاصةً بعد يومٍ طويلٍ ومُتعب، والكَثير من ضُغوطات العمل، فمن الطبيعي أن تَنخفِض طاقَة الإنسان، وما يَمُر بهِ من انفعالاتٍ خلال يَومه، وتأتي اليوغا مثل الدّواء الشّافي لإعادة الحيويّة والنّشاط للجسم، ومن هذه التمارين، وضعية الكوبرا الّتي تجعلُ العمود الفقري يتمدَّد؛ وتُزيل كَافَّة التوتُّرات، بالإضافة لوضعيَّة الشجرة.
- زيادة مرونة الجسم وجعله متوازناً: تَعمل اليوغا على تمدُّد جميع عضلات الجسم، فهي تَستهدِف كُلَّ نقطة في جِسمك، وتزيد من قوّتك، كما وتُعالج آلاماً قد كُنتَ تُعاني منها لوقتٍ طويل، فهي الدّواء لذلك الدَّاء.
- تُنشِّط العقل: أَصبَحت الحياة صاخبَةً جدَّاً، والمشاكل تتفاقم في المنزل أو العمل، وهذا يجعل العقل في حالةِ من الرُّكُود السّلبي، وهنا يأتي دور الرِّياضة التأمُليَّة المُرافقة للرياضة الجسديّة، حيث تَجلِس في مكانٍ هادئ، وتُغلق عَينَيك وتتنفَّس بِانتِظام، وتبدأ عمليّة التأمُّل الخاصَّة بك، فتشعر بأنَّ الجسم والعقل في حالة سُكُون، وعقلك يبدأ في إزالَة كُل التراكُمات والأفكار الّتي تدور في رأسك، ويُصبح فارغاً من كُل المُعيقات؛ حتّى يتنفَّس من جديدٍ ويعود بقوَّة.
- تُساعد اليوغا على فقدان الوزن: رُبَّما قدّ يُفاجأ البعض في قُدرة اليوغا على خفض الوزن، فَبعض الأحيان تكون زيادة الوزن مُرتبطةً بسلوكٍ خاطئ، فعندما ينفعلُ الإنسان تبدأ بعض الهِرمونات بالإفراز بشكلٍ غير طبيعي؛ وفوق الحدّ المُتعارف عَليهِ، مثل هِرمون (الكورتيزون) الّذي يستجيب لأيّ توتُّرٍ أو حالَة غضب، ممَّا يؤدِّي لجعل الإنسان بحالة جوعٍ شديد، وبالتالي الإفراط بتناول كميّاتٍ كبيرة من الطَّعام خلال النَّهار، وهنا يأتي عمل اليوغا في خفض هذا الهرمون، وإعادة التوازن الهرموني للجسم، من خلال تمارينها الّتي تجعلك في حالَة استرخاء، كما تعمل على حرق الدّهون، وإنقاص الوَزن من خلال تعزيز عمليَّة الأَيض في الجسم، والأَيض هو تحويل كُل ما تتناولهُ من طعامٍ وشراب إلى طاقة، فإذا انخفض مُعدَّل الأَيض سوفَ يزداد الوزن.
- تُساعد اليوغا على تحسين التَّنفُّس، وجعلِه بشكلٍ أفضل: تُعتبر عمليَّة اَلتَّنَفُّس جُزءٌ أساسي في اليوغا، فهي تُعد رُكناً من أركانها، من خلال اَلتَّنَفُّس بِعُمق، ويعني أخذ نفسٍ طويل من الأنف واحتباسه لعدَّة ثواني، ومن ثمَّ إخراجه من الفم، وتدعى هذه العملية (لبرانا ياما)، وهي ذات فوائد كبيرة، حيث تقوم بِتوسيع الرِّئتين وجَعلهما تحتفظان بكميَّةٍ أكبَر من الهواء، وزيادة القُدرة على حَبْس النّفس، وفي كُل عمليّة تنفُّس نسبة التوتُّر في الجسم تُصبح أقل، وكأنَّه يَخرُج مع كُل شهيقٍ وزفير، وبالتالي يُصبح أكثر استرخاءً، ويجعل اَلتَّنَفُّس الصحيح للجسم في حالَةٍ من التوازن والهدوء والرَّاحة.
- تأخير الشَّيخوخَة: كَثيرٌ من الأحيان قد نرى أشخاصاً ونظنَّ أنّ أعمارهُم كبيرة، ولكن بالحقيقة هُم أصغر من ذلك بكثير، ونتيجة الضغوط والحالة النفسيّة السيّئة، وبعض العادات الخاطِئَة، تُساعد على زيادة العُمر في الشكل قبل أوانه، فهذه هي اَلشَّيخوخَة الّتي تعمل اليوغا على تأخيرها، من خلال تمارين العقل والجَسَد والرُّوح، فإذا ارتبطوا الثلاثة ببعضهم بشكلٍ جيِّد، إذاً أنت سوف تُحافظ على الشباب الدَّائم، من خلال تمارين العقل الّتي تمنع الخرف والنِّسيان، وتمارين الجسم الّتي تحسِّن من زيادة تَدفُّق الدّم في الجسم؛ وجعل جميع الوظائف تقوم بعملها بشكلٍ جيِّد، وجعل العظام قويّةً ليّنة غير قابلة لِلتكلُّس.
- تخفيف أعراض الرّبو: تمَّ عَمل دراسة في الصين على أكثر من ألف شخصٍ لَدَيهم مرض الرّبو، وكانوا يُمارسون رياضة التنفُّس وبعض الوضعيَّات في اليوغا بانتظام، حيثُ كانت النتيجة تخفيف العوارض بشكلٍ جيِّد، وقلَّة استخدام الأدوية.
- علاج الاكتئاب: كَثيرٌ من الأشخاص مُصابين بمرض الاكتئاب، أو مُعرّضين لذلك، ويَنعَزِلون عن المُحيط والعالم الخارجي، وهنا يأتي دور اليوغا لعلاج هذا المرض؛ من خلال التَّنفُّس العَميق، والجلَسات التأمليَّة لإعادة توازن العقل مع الجَسَد، ويسبق ذلك وضعيّات جسديّة لِتنشِيط الدورة الدمويّة.
- علاج فقرات الظهر والرَّقبَة: تُعد اليوغا من أهم العلاجات لجميع المشاكل من انقراص الفقرات، وآلام العامود الفِقري، فهذه الرياضة تعتمد على تمدُّد الجسم وجعل جميع فقرات الرَّقبَة والظّهر تتباعد عن بعضها، ممَّا يُخفِّف الانكماش والضّغط الحاصل عليها.
- علاج ضغط الدّم: إنّ رياضة التنفُّس، بالإضافة لبعض الوضعيّات الخاصَّة، تعمل على زيادة الأوكسجين في الدم، ممَّا يُساهم بخفض ضغط الدّم، بحسب ما جاء في تقرير كبيرَة مُمرضات بريطانيا (مورين تالبوت)، المختصَّة في قسم القلب والأوعية الدمويّة.
- أمراض القلب: أُجريت دراسةٌ في هولندا على ثلاثة آلاف شخص يُمارسون رياضة اليوغا، فتبيَّن أنَّ مستويات التعرُّض للأمراض القلبيَّة مُنخفض ومتراجع؛ مُقارنةً بالأشخاص العاديِّين، وكما أنَّ مستويات الكولسترول بدَت في الحدود الطبيعيّة للمُعدَّل.
- علاج أعراض انقطاع الطمث: تعمل اليوغا على تخفيف عوارض انقطاع الطّمث من التعرُّق اللَّيلي، والهبّات الساخنة، وتقلُّب المزاج، فممارسة الرياضة من وضعياتٍ وتأمُّل مع التنفُّس الصحيح، تجعل الجسم يعمل بشكلٍ سَلس، وتُعيد لهُ توازنهُ.
- علاج ترقُّق العظام: اليوغا في جميع وضعيّاتها تَستهدِف عِظام الجَسَد في كُلِّ جزء، ونتيجة هذه الوضعيّات الَّتي تعتمد على الإطالة، تُصبح العظام مرِنةً وقويَّة، وقادرة على حمل الإنسان وخدمته مدى الحياة، فهي بتلك الحالة تمنع التَّكلُّس والتَّجمُّد في العظام؛ مثل حالَة الكتف المُتجمِّد، وتحميها من الهشاشَة.
كثيرٌ من الأحيان نرى أشخاصاً مُتقدّمين في العمر، وخاصةً في الصين والدُّول الأوربيَّة، يمتلكون نَشاط الشباب، ويقومون بكافَّة أعمالِهم، وحتّى البعض منهم يُمارسون نشاطات رياضيَّة، ويُشاركون في مُسابقاتٍ، ويحصلون على جوائز أيضاً، وكُل هذا بسبب الرِّياضة بشكلٍ عام، واليوغا بشكلٍ خاص.
حيثُ أنَّ في مجتمعاتهم يتم الاهتمام في هذه الرياضة بشكلٍ كبير، ويقومون بممارستها في الحدائق والشَّوارع المُخصّصة على شكل جماعاتٍ مُختلفة من كافَّة الأعمار؛ وأكثرهم من الكبار في السِّن.
إذاً لا تتكاسل مهما تأخَّرت، ولا تنظُر لجسدك كيف أصبح فتصاب باليأس، بل تخيَّل كيف سوف يُصبح، وكيف ستكون حياتُك أجمل، ومليئةً بالصحَّة والنشاط والتفاؤل، من خلال ممارستك للرياضة الُروحيَّة والجسديَّة (اليوغا)، وتحسين نمط غذائك.
تمارين اليوغا للمبتدئين
اليوم العالمي لليوغا
ما هي رياضة اليوغا ؟
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس