اليوم العالمي لليوغا، تعريف اليوغا، تاريخ اليوغا، أنشطة اليوم العالمي لليوغا، فلسفة اليوغا، الشاكرات في اليوغا، اليوم العالمي لليوغا في الهند، اليوم العالمي لل
بالانجليزيَّة YOGA، ومعناها الحرفي الاتحاد، أو التوحُّد، وهي ممارسةٌ قديمة، ربّما نشأت في الهند، تتضمن تقنيّات الحركة والتأمُّل، والتنفُّس، لتعزيز الصِحّة العقليّة والجسديّة، بالإضافة لتمارين التحمُّل والقوّة والهدوء والمرونة. وكلمة يوغا مشتقّة من الجذر السنسكريتي (يوج)، وتعني (الاتحاد)، وبحسب الكتاب اليوغي المقدّس، تؤدِّي مُمارسة (اليوغا) إلى اتحاد الوعي الفردي بالوعي العالمي، والانسجام بين الإنسان والطّبيعة، لذا فإنَّ الهدف من (اليوغا) هو تحقيق الذَّات، للتغلُّب على جميع أنواع المعاناة.
لكن السؤال الأهم، ما هي اليوغا بالتحديد؟ هل هي مجرّد تمارين جسديّة أقرب إلى الرياضة؟ أم أنّها دينٌ، وفلسفةٌ تحمل في طيّاتها إيديولوجية محدّدة؟
الجواب عند (اليوغيين)، أو الذين يُمارسون اليوغا، هو أمرٌ مُختلف تماماً، حيث أنّهم يُقدِّمون اليوغا على أنّها طريقة حياة، وأسلوبٌ خاص يوصلك إلى الواقع، بعيداً عن مظاهر الحياة الماديّة المُختلفة، وذلك بمظهرٍ روحي، أقرب منه إلى الطرق الهندوسيّة القديمة، والتي لا تتطلَّب أن يكون المرء من دينٍ مُعيّن، أو من اتجاهٍ أو مكانٍ أو لونٍ مميّز حتّى، فيُمكن لأيٍّ كان ممارستها، كما يذهب بعضهم إلى أنَّ (اليوغا) هي نظامٌ روحيٌّ يعتمد على علمٍ دقيق، هدفه الانسجام بين العقل والجسد. أمَّا (اليوغي)، فهو الشخص الذي يختبر وحدانيّة الوجود، حيث يتمكّن من الوصول إلى حالة التحرُّر التي يسعى إليها، والتي تُسمّى باسم (موكتي، نيرفانا، موكشا)، حيث على الحياة أن تُعاش بحريّة في جميع نواحيها، والصحّة والوئام، وهي الأهداف الرئيسيَّة لمُمارسة اليوغا.
تُعتبر اليوغا ممارسةً قديمة؛ نشأت في الهند قبل خمسة آلاف عام، وتمّ تطويرها لربط العقل والجسد والروح، من أجل الاقتراب من التنوير، فيما الاعتقاد السَّائد بأنَّ علم (اليوغا) قد بدأ منذ آلاف السنين، قبل وقتٍ طويل من ولادة الديانات الأخرى، وباقي المُعتقدات، حيث يُنظر إلى (شيفا) على أنّه أوَّل يوغي، أو هو (الجورو) الأوَّل، أو المُعلِّم الأوّل، حيث بدأ معرفته العميقة هذه، قبل آلاف السّنين، في جبال الهيمالايا، ثمّ قام سبعةٌ من تلاميذه، أو ما يعرف بـ (الحكماء السَّبعة)؛ بنشر هذا العلم إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك آسيا والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأمريكا الجنوبيّة. وقد وجد العلماء ما يُثير الدّهشة، حين لاحظوا وجود تشابُه كبير بين الثّقافات القديمة حول العالم، وصوراً لوضعيَّات (يوغيَّة) مُتماثلة، وقد بيّنت بعض الدّلالات التاريخيّة على وجودٍ فعلي (لليوغا) منذ 2700 عامٍ قبل الميلاد، فيما تُعتبر الفترة الواقعة ما بين 500 ق.م، و 800 بعد الميلاد، هي الفترة الكلاسيكيَّة الأبرز في مسار تطوّر تاريخ (اليوغا)، بظهور اثنين من أبرز المعلمين في هذا المجال وهما، (بوذا)، و (ماهافيرا).
كانت بداية الاحتفال باليوم العالمي لليوغا في الحادي والعشرين من شهر يونيو، عام 2015، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار، (مدّد جسمك، واسترخ لذهنك، كما لم يحدُث من قبل)، وكما أنّ الهند هي مصدر (اليوغا)، كذلك انطلقت منها فكرة الاحتفال بهذه الرياضة الروحيّة والجسديَّة، من خلال تخصيص يومٍ عالمي، فهي فكرةً هنديَّة، بدأت حين قدّم رئيس وزراء الهند (ناريندرا مودي) مقترحاً بهذا الخصوص، جاء عبر خطاب سفير الهند (أسوك كومار موكرجي) أمام أعضاء الجمعيَّة العامّة للأمم المتّحدة، وكان ذلك في العام 2014، والّذي اقترح بتخصيص يوم الأوَّل والعشرين من يونيو / حزيران، يوماً عالميَّاًّ لليوغا، حيث قال:
" اليوغا هي هديَّةٌ لا تقدّر بثمن من تقاليدنا القديمة، حيث تُجسّد هذه الرياضة وحدة العقل، والجسد، والفكر والعمل.. ".
وتابع " اليوغا هي عبارة نهجٍ شامل ذو قيمةٍ لصحّتنا ورفاهيّتنا، فهي ليست مجرّد تمارين رياضيّة عاديَّة، بل طريقةٌ لاكتشاف الشّعور بالتوحد مع نفسك، ومع العالم، ومع الطّبيعة". وقد وافقت على هذا المقترح 177 دولة، كأكبر إجماع على قرار ضمن جدران مقرّ الأمم المُتحدة، ويأتي اختيار هذا اليوم بالتَّحديد، كونه يأتي يوم الانقلاب الصّيفي، وهو أطول يوم في السّنة، حيث تصل فيه الشمس إلى أقصى ارتفاعٍ لها في القسم الشّمالي للكرة الأرضيَّة، ويشهد فيها أطول فترة من ضوء الشّمس خلال النّهار، فيما تشرق الشمس لأربعٍ وعشرين ساعة لعدَّة أيَّامٍ خلال هذه الفترة في المناطق القطبيّة. وفي العام التالي، أي سنة 2015، بالفعل تمّ الاحتفال يوم 21 يونيو / حزيران بيوم اليوغا العالمي، حيث أدّى أكثر من 36000 شخص في نيودلهي، حركات اليوغا، أو (الأساناس)، كما تُسمَّى باللغة السنسكريتيّة، واستغرق ذلك مدّة 35 دقيقة، وكان من بين المُشاركين رئيس وزراء الهند (مودي)، والعديد من الأسماء السِياسيّة البارزة من جميع أنحاء العالم، ليتمَّ بعد ذلك الاحتفال بهذا اليوم المميّز والهام، بذات التَّاريخ من كُلِّ عامٍ حتَّى يومنا هذا. وقد شهدت احتفاليّة العام 2018، إقامة أكبر درس يوغا في الهند، حيث شارك فيه أكثر من 100.000 مشارك.
كون هذا العيد العالمي لليوغا ليس عريقاً أو قديماً، إنّما هو حدثٌ جديد، فليس هُناك تقاليدٌ وطقوس خاصّةٌ به، فيما اليوغا هي القديمة بممارساتها، لذلك يتمّ اقتناء الحصائر الخاصّة، إضافةً لسراويل جديدة خاصّةً باليوغا كذلك، وبعيداً عن الحركات الّتي يؤدِّيها المشاركون، فهناك أماكن خاصّة للخلوات اليوغيّة الّتي يقوم بها بعض المدرّبين، ويوجد 200.000 مدرِّب يوغا في الهند وحدها، كما أنّه يوجد أكثر من مليون ونصف طفل في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وحدها يُمارسون اليوغا، فيما ينفق الأمريكيّون سنويّاً أكثر من 2 مليار ونصف لتعلّم اليوغا، ويُمارسها أكثر من 36 مليون أمريكي، أيّ 10% من السّكان. يمكن لجميع الفئات العمريّة، وجميع الديانات والجنسيَّات؛ المُشاركة باحتفاليّة اليوغا العالميّة هذه، فهي في مُتناول الجميع، ولا يهُم حجم الشّخص، أو مستوى اللّياقة البدنية، حيث يوجد العديد من التمرينات المختلفة، ويُمكن البدء من الوضع أو المستوى المُناسب لكلِّ شخص مهما يكن.
بشكلٍ عام تقوم الفلسفة اليوغيّة على ربط بين العقل والجسد والرّوح، وتتضمّن ستّة فروع:
الشّاكرات هي نقاطٌ مركزيّة للطّاقة والأفكار والمشاعر والجسم الماديّ، بِحسب معلِّمي اليوغا، وأيّ خللٍ في واحدة من هذه الشّاكرات تُسبِّب اختلالات مُختلفة، وتظهر بعدّة أعراض مثل القلق، والخمول، وسوء الهضم. فيما تعمل حركات اليوغا (الأساناس)، بوضعيَّات الجسم المُختلفة على تحرير الطّاقة، وتحفيز الشّاكرات غير المتوازنة. ويوجد سبع شاكراتٍ رئيسيّة، وهي:
أصبحت اليوغا تُركِّز على وضعيّات خاصّة لتحفيز السّلام الدّاخلي، عبر التّركيز أكثر على اللّياقة البدنيّة، على عكس اليوغا القديمة التي كانت تتمحور حول التركيز العقلي، والطّاقة الرّوحيّة أكثر، لكن بالعموم فإنَّ اليوغا تُساعد على دعم أسلوب حياةٍ متوازنٍ ونشط، وكما قال أحد أشهر مُدربي اليوغا (إينجار): " فإنَّ اليوغا تُنمِّي طُرق الحفاظ على نمطٍ متوازنٍ في الحياة اليوميّة، وتُضفي مهارةً على أداء الفرد".
فوائد رياضة اليوغا
تمارين اليوغا للمبتدئين
ما هي رياضة اليوغا ؟
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس