التَّل الكبير,معركة التَّل الكبير,أحمد عُرابي,قائِد معركة التَّل الكبير,اندلاع معركة التَّل الكبير, الاحتلال البريطاني لمصر,منطِقة التَّل الكبير,أحداث المعركة
يحفلُ التَّاريخُ العربيّ بالكثيرِ من المعارك التي أظهرت بسالة وشجاعة قوات الجيوش العربيّة وتضحياتها في سبيل أن يحيا الوطن، ومن بين المعارك المشهورة على مرِّ التَّاريخ والتي أبلى فيها الجيش المصري بلاءً حسناً نذكر معركة التَّل الكبير.
جرت معركة التَّل الكبير على مقربة من منطقة التَّل الكبير في محافظة الاسماعيليّة في مصر، ودارت المعركة بين الجيش المِصري بقيادة أحمد عُرابي وبين القوات البريطانية بقيادة ويلسليWolsele، حيث شعرت بريطانيا بوجود خطر مقبل يهدد مصالحها في المنطقة ما دفعها إلى التدخل من أجل حماية مصالحها، فوقعت إثر ذلك معركة التَّل الكبير.
يروي لكم المقال التالي أحداث معركة التَّل الكبير وأسبابها والنتائج التي تمخّضت عنها.
وقعت معركة التَّل الكبير عند تمام الساعة الخامسة فجراً من يوم الثالث عشر من يوليو عام 1882، وبدأت المعركة بشكل غير متساوٍ وغير عادل، حيث كان عدد الجنود المصريين عشرين ألف جندي مدرعين بستين بندقية فقط تحت قيادة الزعيم أحمد عُرابي، بينما بلغ عدد الجنود البريطانيين إحدى عشر ألف جندي مدرعين بألفي سلاح وخمساً وأربعين بندقية بقيادة الجنرال البريطاني Wolseley.
قبيل الفجر بساعات قام البريطانيون بالتسلل في صحراء التَّل الكبير، مستغلين الظلام وانعدام الرؤية الواضحة، وبدأوا هجومهم على القوات المصرية التي لم تتمكن من الصمود طويلاُ، فوقعت مصر بيد الاحتلال البريطاني.
اجتمعت عدة أسباب مساهمةً في اندلاع معركة التل الكبير أهمها:
قيام الثورات الشعبية في مصر ضد الخديوي باشا الذي كان منبوذاً ومكروهاً من قبل عامة الشعب بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد في عهده.
في يوم 20 مايو عام 1882م وصل الأسطول الفرنسي البريطاني إلى ميناء الإسكندرية، ممادفع الجيش المصري إلى تعزيز دفاعاته على الساحل، فراحت القوات المصرية بقيادة الزعيم أحمد عُرابي تعزز دفاعاتها الساحلية وتتحصن تحسّباً لأي هجوم خارجي.
جرت هذه الأحداث بالتزامن مع التوتر الذي كان يسود الإسكندرية ما أدى إلى اندلاع أعمال الشغف وعمت الفوضى أرجاء المدينة، وسقط نتيجة تلك الأعمال العديد من القتلى من الأجانب ومن أهل المدينة، عندها اتهم البريطانيون الزعيم عُرابي بمسؤوليته عما جرى في الإسكندرية، وأرسلوا له تحذيراً وإنذاراً ليُسارع في تفكيك بطاريات المدفعيّات الموجودة على الساحل.
جاء الرد الرافض من القوات المصرية بمثابة الفتيل الذي أشعل نارالخلاف بين بريطانيا وفرنسا، لأن بريطانيا قررت التدخل العسكري في مصرفي حين لم تتفق معها فرنسا لأن معظم الخسائر كانت من الجيش البريطاني، لذلك رفضت الحكومة الفرنسية استعمال السلاح وأبت أن تدخل عسكرياً.
في الحادي عشر من يوليو قام الجيش البريطاني بالتدخل المسلح في المدينة، وقام بقصف الاسكندريةوالدفاعات المصرية، وهنا تم الإعلان عن الخديوي توفيق خائناً لمصر، وتم تنظيم مقاومة بقيادة الزعيم أحمد عُرابي، سارعت عندها الدفاعات المصرية المتركزة على الساحل بالرد على الهجوم البريطاني، لكن بسبب عدم التكافؤ في العدة والعتاد لم تتمكن القوات المصرية من إحراز أي تقدم يُّذكر.
استمرت القوات المصري تتصدى لهجمات الجيش البريطاني حتى تاريخ الثالث عشر من يوليو، حيثفهم عُرابي ما يُخطط له الاحتلال الإنجليزي فقام بالانسحاب إلى كفر الدوار.
نزلت القوات البريطانية الإسكندرية بعد معرفتها بانسحاب عُرابي وجنوده، وتوجهت بعدها نحو القاهرة محاولةً الدخول إليها عن طريق الإسكندرية، لكن محاولاتها باءت بالفشل بسبب تصدي أحمد عُرابي وقواته لها في منطقة كفر الدوار على الرغم من أوامر الخديوي توفيق بتسليم القاهرة إلى القوات البريطانية، لكن عُرابي رفض ذلك وتصدى للقوات الإنجليزية، وظلت القوات المصرية بقيادة الزعيم أحمد عُرابي تتصدى للقوات البريطانية طيلة خمسة أسابيع في معركة أُطلق عليها اسم معركة كفر الدوار.
ولما كان عُرابي مدركاً لكون الطريق الوحيد الذي يمكن أن يدخل منه البريطانيون القاهرة هو قناة السويس، أراد أن يعطل حركة الملاحة فيها، لكن ديلسيبس الفرنسي الذي كان يترأس شركةقناة السويس آنذاك أكد لعُرابي أن قناة السويس ستبقى محايدة وأنه لن يسمح بدخول القوات البريطانية إليها.
شعر عُرابي بالأمان وعدم الخوف من دخول الإنجليز إلى القاهرة عن طريق قناة السويس فانسحب إلى منطقة التَّل الكبير، وكان كل شيء يجري على ما يُرام لولا أنّ ديلسيبس نقض عهده ووعده الذي عاهد عُرابي عليه، حيث سمح للبريطانيين بدخول السويس والوصول إلى الاسماعيليّة، وفي السادس من سبتمبر لعام 1882م كانت قناة السويس بأكملها تحت سيطرة الاحتلال البريطاني.
لم يستسلم عُرابي للاحتلال البريطاني بل قام بنشر قواته في منطقة التَّل الكبير على مقربة من مدينة الاسماعيليّة، وقامت القوات المصرية حينها بتجهيز دفاعاتها لكنها لم تكن بالشكل المطلوب واللازم بسبب ضعف الإمكانيات وعدم وجود الوقت الكافي للإعداد.
لاحظ البريطانيون بعد قيامهم باستطلاعات مكثفة أنّ القوات المصرية لم تقم بأية عمليات استيطانية أمام الدفاعات الرئيسية للاحتلال البريطاني، وهذا ما شجع القوات البريطانية على شن هجومها ليلاً على القوات المصرية القابعة في منطقة التَّل الكبير.
وفي فجر الثالث عشر من شهر سبتمبر لعام 1882م، شنَّت القوات البريطانية هجوماً مسلحاً على القوات المصرية، حيث دارت معركة غير عادلة وغير متكافئة بين القوات المصرية والاحتلال الانجليزي،ولم تدم تلك المعركة أكثر من ثلاثين دقيقة، حيث تمكن الأخير بسبب تطور معداته وكثرة عتاده أن ينتصر على الجيش المصري الذي لم يتمكم من الصمود لوقتٍ طويل.
انتهت المعركة لصالح الجيش البريطاني الذي تمكن من إحراز النصر بعد هزيمته للجيش المصري، دخل الجيش البريطانيمصرووصل إلى الاسماعيليّة، استقبل الخديوي باشا القوات الإنجليزية بحفاوة بينما وقع عُرابي أسير القوات البريطانية التي حكمت عليه بالإعدام شنقاً، لكن فيما بعد تم تخفيف الحكم على عُرابيخوفاً من سخط الشعب وتمرده فاكتفت القوات البريطانية بنفيه إلى خارج البلاد وبالتحديد إلى سريلانكا، وأصبحت مصر تحت سيطرة وحكم الاحتلال الإنجليزي، واستمرت مصر خاضعة للاحتلال البريطاني حتى استقلالها عام 1973م.
إن الخيانة التي تعرض لها أحمد عُرابي من قبل بعض الضباط المصريين وخيانةديلسيبس ونقض عهده هو الذي تسبب بهزيمة الجيش المصري في معركة التَّل الكبير ووقوع مصر بيد الاحتلال الانجليزي.
هذا الحدث يؤكد لنا أن وجود الأبطال والدفاع المستميت عن الوطن ليس كافياً دائماً للوقوف في وجه الاحتلال وحماية البلاد من السيطرة الخارجية، فكثيراً ما تعرض الأبطال العرب على مر الزمان لخيانات عظمى أودت بهم وأدت إلى مصرعهم، كما أدت إلى وقوع البلاد بيد المُحتل الخارجي.
مراحل الثورة الفرنسيّة
صواريخ غراد
الحرب الباردة وتحطيم التحالف بين السوفيات ودول الغرب
أين حدثت الثورة الصناعيّة
ما هي الحرب العالميّة الأولى - الحرب العظمى
معركة اليرموك
معركة حطين
معركة بدر
معركة صفين
معركة الزلاقة
معركة الجمل
الحرب الروسية الاوكرانية
مراحل الثورة الصناعية وأهم نتائجها
معركة الأهرام
حرب البسوس
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس