مراحل الثورة الفرنسيّة,الثورة الفرنسية,مراحل الثورة الفرنسية,الثورة الفرنسي,قصة الثورة الفرنسية,اندلاع الثورة الفرنسية,نتائج الثورة الفرنسية,أسباب الثورة.
يحكي لنا التاريخ كيف أن الشعوب إذا استاءت من حكّامها، ورفضت واقعها التعيس، ثارت لتعبيرها عن رفض الواقع وعزمها على تغييره، وكانت دائماً تُواجه هذه الثورات بالقتل والإجرام من قبل الفئة المستفيدة من الوضع المتردي لهذه الشعوب.
كم من ثوراتٍ قامت وكم من دماءٍ بُذلت في سبيل التغيير. وكما قال الشاعر:
"إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر"
تروي لنا كتب التاريخ عظمة الشعب إذا ثار، وعظمة التغيير إذا حدث، وكانت إحدى ثورات الشعوب العظيمة هي الثورة الفرنسيّة التي اندلعت في العام 1789 وصُنّفت من أقوى ثورات العصر الحديث، إذ أنّها أحدثت تغييرات على كافة مستويات الدولة اقتصادياً، سياسياً، ثقافياً واجتماعياً، وقد أثّر هذا التحول لاحقاً على أوروبا كلها، حيث نسفت الثورة الفرنسيّة الملكيّات التامّة لأصحاب الطبقات الأرستقراطيّة، وقللت من تحكّم رجال الدين ونفوذهم المتغلغل بكافة المجالات.
يرافق كل حدثٍ أسباباً غير مباشرة حرّضت على حدوثة شيئاً فشيئاً، ليأتي حدث آخر يشعل الفتيل ويُفجّر الأزمة ويُتّهم بأنّه السبب المباشر.
الأسباب الغير مباشرة:
ويتجلى في الملكية الخاصة للعائلة الحاكمة على كل سياسات الدولة الداخلية والخارجية، وامتلاك رئاسة البلاد وتوارثها عبر الأجيال للأسرة الحاكمة نفسها.
فقد كان لويس السادس عشر الحاكم الذي قامت أثناء حكمه الثورة الفرنسيّةحصل على الحكم وراثةً عن أبيه وجده، وقد كان ضعيف الشخصية، مأموراً بحاشيته، لايريد أن يطوّر البلاد ولا أن يتنازل عن الحكم، وفي الوقت الذي كان يعيش فيه الشعب بالفقر والشقاء، كان الملك وعائلته وحاشيته يعيشون في قصورهم حياة الثراء والترف. إدارياً كانت المؤسسات الحكوميّة تعج بالفساد والفاسدين والمُرتشين، مع ارتفاع الضرائب وإلزام الشعب بدفع أموال باهظة للجمركة بين المدن، ناهيك عن غباء لويس السادس عشر وعدم حكمته بأي قرار سياسي، داخل او خارج الدولة.
انقسم الشعب الفرنسي في تلك الفترة إلى ثلاث طبقات، الطبقة الأولى هي طبقة حاشية الملك، وهي طبقة الأثرياء والنبلاء المُقرّبين من القصر الملكي، ويُلقبون بأصحاب الدماء الزرقاء.
أما الطبقة الثانية فكانت متمثلة برجال الكنيسة، المرتبطين بالملك ارتباطاً وثيقاً، يعتبرون هم السلطة الدينية في الدولة، كانوا أيضاً يعيشون حياة الترف والبذخ.
أما الطبقة الثالثة فهي الشعب المسحوق، وهي الشريحة الأكبر من السكان، بلغ عددهم في ذلك الوقت حوالي خمساً وعشرين مليون نسمة، وهي الغالبية العظمى من الشعب المحروم من أبسط أشكال العيش الكريم، وقد كانوا مُلزمين بدفع ضرائب باهظة للدولة، و يُدفعون للمشاركة بالحروب.
بسبب الحروب المتواصلة والخاسرة التي كان يشنها لويس الرابع عشر، أفلست الخزينة، بالإضافة إلى نهب الدولة وخيراتها من قبل الملك وحاشيته و طبقة الارستقراطيين، زاد عجز ميزانية الدولة وأصبح الغلاء فاحشاً والشعب الفقير لايمتلك ثمن قوت يومه، وهذا سبب المجاعة التي حدثت في العام السابق للثورة.
قام بعض المفكرين بتنوير الفكر العالمي بشكل عام والفكر الفرنسي بشكل خاص، فقد كشفوا للشعب أوضاعهم المتردية وأسبابها ووضحوا لهم مساوئ الحكم القائم آنذاك، قد كتب "فولتير" أدباً ساخراً، ووجه فيه نقداً لاذعاً للطبقة الحاكمة، فقد أيقظ بكتاباته الشعب المظلوم والمسحوق.
نذكر أيضاً "جان جاك روسو" الذي عرّف الحكومة و وضّح أنّ الحاكم يجب أن يُقّلد الحكم بناءً على اختيار الشعب وموافقته،ووظيفة الحاكم هي خدمة الشعب وليس جعل الشعب خادماً له ولحاشيته، لهذا تأثّر الفرنسيون بهذه الأفكار، وهي التي كونت لديهم بذرة الثورة.
مع ازدياد الوضع السياسي سوءاً، وتردي الأوضاع الاقتصاديّة، أعلنت مجموعة من الطبقة العامة للشعب الفرنسي (أطلقت على نفسها اسم الجمعية الوطنية)أنّها ستنفذ اعتصاماً في إحدى الملاعب العامة بالقرب من القصر الملكي وقرروا وضع دستوراً جديداً للبلاد، وعدم التراجع عن حالة العصيان حتى تنفيذ مطالبهم.
لكن لويس السادس عشر لم يستجب لمطالبهم، وسارع لإحضار فرق من الجيش لتعزيز حماية قصره، وهذا أدى إلى زيادة غضب الشعب، وأثار المخاوف من وجود حيلة من قبل الملك، مما أدى إلى اندلاع الثورة،وهجوم الشعب الثائر على سجن "الباستيل"، وإخراج المساجين وقتل السجّانين.
بعد هذه التطورات اعترف الملك بالجمعية الوطنية.
مرت الثورة الفرنسيّة بأربعة مراحل، وقبل ذلك كان هناك مرحلة ممهدة لقيامها، نذكر هذه المراحل فيمايلي:
مرحلة ماقبل الثورة: ما قبل العام 1789:
وهي المرحلة التي تزعزعت بها ثقة الشعب بالحكومة، حيث كانت الحكومة متعششة بالفساد، كان الملك وحاشيته في القصر وطبقة رجال الدين يعيشون حياة الثراء والبذخ، بينما يعيش الشعب بالفقر والجوع، ظهر في هذه المرحلة مفكرين أمثال "فولتير" و"جاك روسو"، كتبوا أدباً قرأه الشعب واستيقظ من غفلته وتنوُر عقله وبدأ يرفض الواقع التعيس المفروض عليه.
هذه المرحلة كانت بمثابة حشد للشعب ضد الحكومة فكرياً وعقلياً، ورفض للواقع ورغبة في تغييره.
المرحلة الأولى (ممتدة مابين 1789 -1791):
هي المرحلة التي تشكلت فيها الجمعية الوطنية، والتي تم فيها اقتحام الثوّار لسجن "الباسيل" والسيطرة عليه، وعندئذٍ تراجع الملك لويس السادس عشر واعترف بالجمعية الوطنية، التي قامت لاحقاً بوضع دستور جديد للبلاد.
المرحلة الثانية (1792-1794):
هي مرحلة حققت فيها الثورة أهدافاً أوسع تمثلت بتشكيل مؤتمر وطني مُنتخب من قبل الشعب، ووضع خططاً أساسية لإنشاء نظام جمهوري جديد يقوم على انتخاب الشعب لمن يحكمه ورفضه لمن لايُحقق له عيشة كريمة. وقد تم في هذه المرحلة إعدام الملك.
المرحلة الثالثة (1795-1799):
سيطرت الانقلابات على المشهد خلال هذه الفترة الزمنية، وأصبح التيار الثوري أضعف. بدأت ثورات البلاد بالتزايد تارةً والتناقص تارةً أُخرى، في حين حقق الجيش الفرنسي انتصارات عديدة خارج البلاد. المرحلة الرابعة (1799-1815):
بدأت هذه المرحلة عند قيام الجنرال "نابليون بونابرت" بالانقلاب العسكري، ومن ثم نصّب نفسه حاكماً على فرنسا في العام 1802، وقام بالحروب العديدة خارج فرنسا وسيطر على مناطق عديدة في أوروبا والشرق الأوسط، وانتهت الثورة الفرنسيّة بعد أن هُزم بمعركة “واترلو” في العام 1815.
التخلص من الحكم الدكتاتوري المتوارث، ووضع نظام جمهوري حديث يخوّل الشعب اختيار الحاكم الذي يخدم مصالح البلاد ويحسن أحوال الشعب الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وبذلك يكون قد تم القضاء على نظام الحكم الملكي المحصور بعائلة واحدة .
سنّ دستور جديد للبلاد، يفصل بين السلطات المختلفة التشريعيّة، القضائيّة والتنفيذيّة، مما يقلّل من سيطرة السلطات على بعضها، كما أقرّ الدستور الجديد فصل الدين عن الدولة لتصبح دولة علمانية، بالإضافة لتأكيد الدستور الجديد على أهمية المساواة بين جميع أفراد المجتمع وعدم التمييز بينهم لأسباب دينيّة.
التخلص من الإقطاعيّة، وظهور البرجوازيّة كطبقة اجتماعيّة قويّة، حيث كانت طبقة متوسطة الغنى لكن مع إلغاء الامتيازات التي كانت ممنوحة للنبلاء ورجال الدين تمكّنت من الظهور بقوّة.
تحرير النظام الاقتصادي للبلاد و التوجه للرأسمالية.
توحيد الدولة باعتماد اللغة الفرنسيّة هي اللغة الرسميّة.
نشأ عن الثورة الفرنسيّةأيضاً مفهوم العدالة والمساواة وحرّية الرأي والرأي الآخر.
تقليل التفاوت بين الطبقات الاجتماعيّة المختلفة.
هذه النتائج العظيمة لم تكن حكراً على الفرنسين، بل ساهمت الثورة الفرنسيّة بانتشار هذه الأفكار الديمقراطية في كل القارة الأوروبية، وحتّى عصرنا الحالي لازالت الثورة الفرنسيّة مُلهمة للشعوب الواقعة تحت وطأة الاستبداد والحكم المتوارث، والتي تعاني ضنك العيش، على أمل الثورة يوماً ما، وتحقيق الديمقراطية و العيش الكريم.
الحرب الباردة وتحطيم التحالف بين السوفيات ودول الغرب
أين حدثت الثورة الصناعيّة
صواريخ غراد
معركة التل الكبير
ما هي الحرب العالميّة الأولى - الحرب العظمى
معركة اليرموك
معركة حطين
معركة بدر
معركة صفين
معركة الزلاقة
معركة الجمل
الحرب الروسية الاوكرانية
مراحل الثورة الصناعية وأهم نتائجها
معركة الأهرام
حرب البسوس
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس