أصحاب الهمم أو ذوي الهمم

أصحاب الهمم، ذوو الهمم، من هم ذوو الهمم، من هم أصحاب الهمم، الاعاقات التي يعاني منها ذوو الهمم، الاسباب التي تؤدي الى حدوث اعاقات مختلفة، حقوق اصحاب الهمم.

  • 803 مشاهدة
  • Jan 16,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب وائل حمزة
  • ( تعليق)
أصحاب الهمم أو ذوي الهمم

من هم أصحاب الهمم، أو ذوي الهمم؟

 

 بدايةً، عندما نسمع عبارة (أصحاب اَلهِمَم)، نظنُّ لِلوهلَةِ الأولى بأنَّهُ تَعبيرٌ يُطلق على شخص ذو هِمَّة كبيرَة، نعم هذا صحيح، لكن مع اختلاف بعض المفاهيم قَليلاً، بحيثُ يُطلق هذا المفهوم على الأشخاص ذوو الإعاقة الجسديَّة والعقليَّة، وتحديداً ذوي الاحتياجات الخاصَّة، وهذا المصطلح غير معروف بين أوساط الناس، لأنّهُ ظهر حديثاً، وأنتشرَ في دولة الإمارات العربيَّة المتحدة، ومن ثُمَّ بدأ يغزو جميع البُلدان.

وقد أُطلِق عَليهم هذا اللّقب، لأنّه على الرغم من الإعاقَة الجسديَّة أو العقليَّة الّتي ترافقهم حتّى أواخر حياتهم، إلا أنّهم يبذلون جهداً منقطع النظير لإثبات وجودهم، والاعتماد على أنفسهم، بحيثُ أنهم يحصلون على قُوَّتهمْ من عملهم وكدِّ يمينهم، ومنهم من تعلَّم، ويعرف الكتابة والقراءة، وأيضاً منهم رسامين محترفين، وغير ذلك من المِهَن، ولا يعتمدون على أحد، بل على أنفسهم فقط، لكن بحسب نوع الإعاقة، فمن لا تكون نوع الإعاقة تمنعه من ممارسة عملٍ ما، فلا يتكاسل أبداً، فهل يوجد أعظم من ذلك؟ أَليسَت تلك العبارَة، أصحاب اَلهِمَم هي المُناسبة لهُم؟

ألاَ يوجد أشخاص بكامل قواهم العقليَّة والجسديَّة، لا يكون لهم أيُّ أثرٍ، أو عملٍ في الحياة؟ نعم يا سادة فهم الهمّة لا غيرهم.

 

الإعاقات التي يُعاني منها ذوي الهمم

 

  • الإعاقة الجسديَّة: وهي تكون إمَّا كُليَّة أو جُزئِيَّة، مثلَ الشلل، أو التعرض لمرضٍ ما، يجعل الشخص يعاني من عجز في الحركة.
  • الإعاقة الحسيَّة: وهي خللٌ في عمل حواس الجسم، يؤدّي إلى عدم قدرتهم على الشُّعور بالمُحِيط الخَارجي الذي حولهم، كفُقدان حاسّة البَصَر، أو السّمع، الأمر الذي يؤدّي إلى اللجوء لوسائل مُساعدَة، كبعض الأجهزة الطبيّة.
  • الإعاقة العقليّة: وتكون الإعاقة هنا من خلال توقُّف النمو العقلي، وعدم اكتماله، مِمَّا يُشكّل لديهم اختلال في الاستيعاب والكلام، حتّى أنّ هذه الإعاقة يمكن أن يكون لها تأثيراً على حركة الجسد، إضافةً لعدم إدراك هؤلاء الأشخاص للعالم الواقعي.
  • الإعاقة النفسيَّة، الاجتماعيَّة: وهي عدم القدرة على الانخراط في الحياة الاجتماعيَّة، والتفاعل معها، والتحدُّث مع الأفرَاد، بالإضافة لبعض الأمراض النفسيَّة.

 

الأسباب التي تؤدِّي إلى حدوث إعاقات مُختلفة


تتعدَّد الأسباب المُسبِّبة للإعاقات المُختلفة، وهي كالتَّالي:

  • أسباب وراثيَّة: ويعود ذلك للجينَات الّتي تنتقل من الأب إلى الابن، ويُمكن من الجدّ إلى الحَفيد، إضافةً للأمراض الوراثيَّة التي تنتقل بين أفراد العائلة، من الأجداد حتّى الأحفاد، وخاصةً الأمراض العقليّة، مثل عدم اكتمال نمو العقل، أو نمو الجسَد وضعف العضلات، كمرض ضعف إفراز الغدّة الدرقيَّة، المسؤولَة عن نمو الجسم، فقد تنتقل الغدّة بالوراثة إلى الأبناء.
  • أسباب فيروسيَّة وطبيَّة: بحيث من الممكن أن يُصاب الجنين في بطن والدته؛ بجرثومةٍ قد تجعله يولد بإعاقةٍ ما، كما من المُمكن أن تكون  تلكَ الإعاقة بسبب خطأ طبِّي، نذكر منها مثلَ، سقوط الرضيع أثناء الولادة من يَد طَبِيبه، فهذا يُمكن أن يُسبِّب مشاكل بالعقل، أو الجسد.
  • وهناك أسبابٌ أخرى تؤدّي إلى حدوث الإعاقات، كالحوادث المُختلفة التي يُمكن أن يتعرّض لها الإنسان، وأيضاً بسبب الحروب والأحداث المُختلفة التي ينتج عنها ضحايا.


حقوق أصحاب اَلْهِمَم في المُجتمع


يجب على كل الدول والمُجتمعات أن تقدَّم لذوي الهمم الدَّعم المادّي والمعنويّ، إضافةً لتشجيعهم على تخطِّي الإعاقة التي يُعانون منها، وذلك من خلال تقديم جميع الوسائل التي تفييدهم في تجاوزها، وزجّهم في المجتمع، لأنّهم جزءٌ لا يتجزأ منه، وتقديم المشاريع التي تُساعدهم على تأمين مُدَّخراتهم لمن يستطيع العمل منهم، أو تَخصِيص نفقات لمن يُعانون من صعوبة في العمل، حتّى لا ينهاروا وسطَ هذه الحياة القاسية، بالإضافة لعمل جمعيّات مُتخصِّصة بالاحتياجات الخاصَّة، ليكونوا أعضاء مُنتسبين لها، حتَّى يشعروا أنَّهم قادرون على عمل شيء ما، وأنَّهم غير مَنبوذين، ولهم بصمتهم وتأثيرهم الذي لا يُمكن تجاهله بأي حالٍ من الأحوال، ومنحهم بعض الوظائف ليمارسوها لمن يستطيع منهم العمل، يجب أن لا يتمَّ تهميشهم، بل مُعاملتهم وكأنَّهم أشخاص عاديّين، إضافةً لتجنّب نظرات الشفقَة التي يُمكن أن تُطيح بهم معنويَّاً، مما يجعلهم أقوى لتكملة مسيّرة حياتهم.


حقوق أصحاب اَلْهِمَم في الصحة والتعليم


إقامة مراكز مخصَّصة تعمل على مُتابعة أحوالهم الصحيّة، والجسديَّة والعقليَّة، وتَوفير العلاج والدَّواء المجّاني لهم، ومتابعة نظامهم الغذائي، لأنَّ البعض منهم قد يمتنع عن الطعام، وإنشاء مراكز تَعليميَّة لهم، لِتعليمِهم الكتابَة والقراءة، ولغة الصم والبكم، للمصابين بالصمم، والقيام بنشاطاتٍ مُختلفة، فمن يعلم، فقد يتم اكتشاف موهبةً ما يمتلكها أحدهم، للعمل على تطويرها، مثلَ الحِساب، أو الرَّسم، ولا نستبعد قد يظهر مُخترعٌ ما بَينهم.


حقوق أصحاب اَلْهِمَم في الطرقات


الشوارع أيضاً واحدة من حقوق ذوي الهمم، فيجب أن لا ننسَى تأمين حمايتهم في الطرقات، مثل وضع إشارات للمَمرَّات الخاصَّة بهم، وتعليم النَّاس عليها، وعدم المساس بها، إضافةً لتوفير مواقف مُخصَّصة لسيَّاراتهم، ومحاسبة من يُخالفها أو يستغلها من الناس العامَّة.

 
مشاهير أصحاب اَلْهِمَم


رغم الإعاقَة، ورغم الصُّعوبات التي تعرضوا لها وحدهم، لكنَّ الإعاقة لم تثنيهم عن تحقيق أحلامهم، أو توقفهم أو تضعفهم، بل زادتهم إصراراً وعَزيمَة على إثبات أنفسهم، وترك بصمتهم وتخليدها، حيث علموا أنَّ لديهم رسالةً يجب إيصالها، رسالةً أمنوا بها، وآمنوا بأنَّ على الجميع أنّ يقرأها من خلالهم، مضمونها أنَّه لا يوجد شَيءٌ مُستحيل، ولا توجد إعاقة غير الإنسان وحده، هو من يُعيق نفسهُ، بالحجج وبعض الأكاذيب الّتي يُردِّدها لذاته، لتبرير فشله، وخيباته الّتي يمرُّ بها، وقائمة المشاهير الذين سأتطرّق إلى ذكرهم لاحقاً، هم أكبر دليل على كلامنا هذا، وهم بالفعل أمثلةٌ يُحتذَى بهم، خلَّدوا أسمائهم وأعمالهم، فكانوا بحق منارةً لكافة العلوم، ومرجعاً لكافة أسرار وتفاصيل الحياة التي عجز الأصحاء عن فهمها كما فعلوا هم، ومن هؤلاء العُظماء نذكر:.

  • السيِّدة ميسون زايد: فلسطينيَّة الأصل، تعيش في أمريكا، ولديها إعاقة (شلل في الدِّماغ)، بسبب خطأ طبِّي تعرَّضت لهُ أثناء الولادة، ممَّا أصبحت فاقدةً للشعور بأطرافها السُفليّة، وعدم قدرتها على المشي، وعلى الرغم من هذا فقد حققت شُهرةً واسعة في مجال ستاند أب كوميدي، حيثُ قامت بتقديم عروض كوميديَّة على المسارح، ولديها العديد من الأعمال الخَيريَّة في المخيّمات الفلَسطينيَّة.
  • ألبرت آينشتاين: أحد أشهر وأعظم العُلماء في العالم، عند ولادته لم يستطيع التكلُّم أَبداً، وكان فاشلاً في المدرسة، لأنَّ لديه إعاقة الصُّعوبة في التعلُّم، والأهم من ذلك كان لديه صعوبة خاصة في تعلُّم الرياضيات، وهو الآن أحد أشهر عُلماء العصر الحديث، وأشهر من وضعَ النظريَّات الفيزيائيَّة التي عجز عن فهمها وتحليلها من هم بكامل قواهم العقليّة، إضافةً لحصوله على جائزة نوبل في هذا الاختصاص.
  • والت ديزني: من منّا لم يشاهد الرسوم المتحركة الشهيرة ديزني، (والت ديزني) كانَ مصمِّم تلكَ الرُّسوم التي ما زال الناس يتكلمون عنها حتّى وقتنا الحالي، حيثُ كان ديزني يُعاني صعوبةً في التعلُّم، ولم يستطيع استيعاب أيّ شيء، ولكن لم يبقى مكتوفَ الأيدي، بل تخطى ذلك بقدرته على الرَّسم.
  • توماس أديسون: الطفل الذي طُرِدَ من المدرسة، وتبأ لهُ جميع مُعلموه بأنّه سيكون شخصاً فاشلاً، وقالوا عنه أنَّهُ لا جدوا منهُ في التَّعليم، لكن توماس هو من اخترع المصباح الكهربائي، الذي فضّلهُ علينا جميعاً، بالإضافة لاختراعه العديد من الآلات الصناعيّة، وكان لديه إعاقة بعدم قدرته على استيعاب العلم، وكانت مادَّة الرياضيَّات من أسوأ المواد التي كان يعاني من عدم استيعابها، لكن بالقليل من التَّحفيز والتَّشجيع من قبل والدته، أصبحَ من أهم وأشهر المخترعين في هذا العالم.
  • بيتهوفين: هو صاحب أغرب قصَّة قد تسمعها، يُعدّ هذا الرَّجل الألماني من عباقرة الموسيقى، ولم يأتِ مثلهُ حتّى يومنا هذا، فقد كان بيتهوفن عازف بيانو وملحِّن، وألَّف أعمالاً تناقلتها الأجيال على مرّ السِّنين، ولكن الغرابة تكمن، بأنّ بيتهوفون بدأ يُعاني من فقدان تدريجي للسمع وهو في السادسة والعشرين من عمره، حتَّى فقده بشكلٍ كامل، والأغرب بأنَّ فقدانه لسمعه لم يحل بينه وبين متابعة إبداعه في المجال الموسيقي، فكانت الأعمال التي أتت لاحقاً الأشهر له على الإطلاق، ولكنّه لم يسمع شيئاً منها، في حين أنّ كل من سمعها منذ تلك الفترة وحتّى يومنا توقف مذهولاً أمام كل هذا الإعجاز.
  • ستيفن هوكينج: من منّا لم يسمع بهذا الاسم، لقد أصبح هوكينج حديث العالم بأسره، هو عالمٌ فيزيائي اختصَّ بمعرفة الكَون واكتشافاته، وكتب الكثير من النظريَّات، التي يستند إليها مُعظم العُلماء والباحثين في عملهم، أصيب هوكينج في بداية حياته بداء العصبون الحركي، هذا الداء الذي يصيب الدماغ في الحبل الشوكي، وتحديداً الخلايا العصبيَّة الحركيّة، مما يجعل عضلات الجسد تمتنع عن الحركة كُليّاً، وبالتالي توقفه بشكلٍ تام، ولكن هذه الإعاقة لم تمنع هوكنج عن مواصلة حياته، ليتصدّر قائمة العلماء والباحثين في أرجاء الكون، فكان بحق معجزةً تتنفس، ومدرسةً يجب أن ينهل منها الجميع، ليتعلّموا أنّ الإعاقة الحقيقيّة تكمن بالأعماق، فمن أراد الخلود سيحطم كل قيود الإعاقة ويمضي.
  • طه حسين: عميد الأدب العربي الذي كان يُعاني من العمى، لكن كانت بصيرته أشدَّ حدّةً من بصره، ليبصر ما لم يبصره الأصحاء.
مقالات متعلقة في تعريفات منوعة