التربية البدنية وأهميتها

التربية البدنية وأهميتها

منذ أزلٍ بعيد هنالك ارتباط وثيق بين سلامة العقل وصحته ، وسلامة الجسد وصحته ، وانطلاقاً من المقولة الشعبيّة الشهيرة " العقل السليم في الجسم السليم " ، أصبح بعضاً من العوالم الثقافية والتعليمية تهتم اهتماماً كبيراً وشديداً في الجانب الصحي والرياضي لجسم الإنسان .

حيث أنَّه لا يمكن للعقل أن يبقى واعياً بكامل قواه ومحاولة إيصال المعلومات بطريقةٍ صحيحة وسليمة ، إلا إذا كان الجسد سليم صحياً  قادر على تحمل ضغوطات وكثافة هذه المعلومات والبيانات ، ولا يمكنه ذلك إلا كونه في حالة صحية كاملة، وذلك من خلال التدريب الجسدي المتواصل الذي ينشطه ويساعد في تنشيط العقل وتفريغ كل الشحنات السلبية القائمة  بداخله .

والآن ، علينا أن نتعرّف معاً على مفهوم التربية البدنية أو بمعنى آخرالتربية الرياضية ، أهمية هذا المصطلح في حياتنا ، بالإضافة إلى معرفة كل جانب متعلق به من أهداف وأسباب إهمالنا إياه .

التعريف العام للتربية البدنية 

هي عبارة عن مجموعة من التمارين والأنشطة التي تكون مهمتها تنمية وتطوير الطاقة الكامنة والمتوارية في جسد الإنسان ، ووهبه مهارات متعددة كتحمل الصبر والليونة الجسدية ، وتوثيق العلاقات الاجتماعية لربما لتصبح إقليمية أو عالمية، وتعمل أيضاً على التحفيز المستمر لأجسادنا من خلال المبادرة ومنافسة الأشخاص بين بعضهم البعض لتقديم الأفضل.

وتعدُّ التربية البدنية من أحد أهم الجوانب المهمة للوجود الحياتي العام ،والتي تهدف إلى تطوير الفرد وتأهيله كاملاً بشخصيةٍ متّزنة ومتماسكة في كافة النواحي والمجالات الحياتية ، وذلك ليستطيع ممارسة حياته الطبيعية .

ويمكن أن نقوم بتعريف آخر للتربية البدنية ، ألا وهو ، أنها سلسلة مترابطة مع بعضها البعض قائمة على عمليات منظمة ومرتبة ، تقوم على تسيير سلوكيات الشخص وتجعله في تطورٍ وتغيرٍ دائم لإحداث أبعاد مختلفة لشخصيته وكيانه .

كما أنَّ التربية البدنية أسلوب محاوط من جميع الجهات أي أنه كامل ومتكامل ، يقوم على مراعاة الجوانب التطويرية للفرد سواء أكانت من الناحية العقلية أم الجسمية أم الاجتماعية ، أو حتّى الروحية .

ويمكن التنويه هنا، إلى أنَّ هنالك أشخاص مختصين تقوم مهمتهم بالإشراف على الفرد ليساعدوه على التقدم والتطور الجسمي عبر طرقٍ متعددة كالبرامج العقلية والصباحية  والألعاب المختصة بالرياضة والمحاضرات الالكترونية التي تهدف إلى جمع كل هذه الأمور واندماج الإنسان مع حاضره بكل أريحية وليونة .

أهداف التربية البدنية :

-  تقوم التربية البدنية بالتركيز على الصحة بالعموم والاهتمام بها ، مؤكدةً على أهمية الإعداد الجسمي والبدني العام .

- تمنح التربية البدنية للجسم درجات عالية من اللياقة وإكسابه مميزات حركية ومهارات خاصة تساعده في القيام بمجموعة من الأنشطة الرياضية المختلفة .

- تقوم التربية البدنية على تفريغ كل الطاقات الموجودة داخل أجساد الأفراد ، وكل ما لديهم من مواهب كامنة وقدرات مميزة مخبأة  .

-  الاهتمام العالي وصب كل الجهد والتعب على روحٍ متقدّة لتعشق الرياضة والتحدي .

-  تحفيز الأفراد على ممارستهم لهوايتهم الرياضية الخاصة بهم مثل كرة القدم ، أو كرة السلة .. وغيرها من الرياضات كي تكون جزء مهم من أجزاء حياتهم.

-  تنمية الروح الثقافية تجاه الرياضة وتعزيزها وإدراك مدى أهميتها .

- صبُّ التركيز التام على كافة الجوانب الإعلامية والفكرية لأجل ابعاد الفكر الرائج حول الرياضة .

-  دعم الفرد والتجدد بفكرة القيام ببطولات رياضية بين الفترة والأخرى بمختلف أنواعها ومجالاتها .

- تقوم التربية البدنية بالاهتمام بصحة وعناية الجسم ورونقه الخاص ، فهي مفيدة جداً للابتعاد عن العديد من الأمراض الخطيرة ، وعلى الخصوص ، أمراض القلب وضغط الدم وتصلّب الشرايين .

- وأهم هدف للتربية البدنية ، إيجاد جيل خاص ومميز قائم على القوة البدنية واللياقة الجسمية ، وجعله يستعد ليواجه الحياة بجسده السليم مشبعاً حاجاته العقلية أيضاً وذلك عن طريق حب الذات وتحقيق الطموحات والنجاح والتطلّع نحو الأفضل دائماً .

الأهميّة العامة للتربية البدنية 

بعد هذا الكلام ، أصبحنا ندرك مدى أهمية التربية البدنية وحاجتنا المتزايدة اليومية إليها في المجال الرياضي ، ويمكن القول أنها تعتبر عاملاً كبيراً في دخولها كإحدى الوسائل للعلاج النفسي ، حيث أنها تمتلك قدرة هائلة بالتأثير على الصحة النفسية للأشخاص والمجتمع ، وتساهم في تطوير وتقدم الجانب العقلي ، تصفية الذهن من التراكمات المتداخلة مع بعضها البعض القابعة بداخله ، وتجديد النشاط الجسدي ، فالرياضة هي جزء لا يتجزأ من نظام حياتنا .
 

أهم أسباب إهمال التربية البدنية :

يمكننا الملاحظة معاً ، أنَّ موضوع بأهمية التربية البدنية ، إلا أنه مهمل عند الكثير من الفئات المجتمعية ، ويمكن أن نقتصر بذكر المناهج الرياضية المتبعة ضمن المدراس ، فهي آخر اهتماماتنا ، وذلك لأسباب متراكمة ، منها :

- انعدام وجود المساحة الكافية في أغلب المدارس ، وهذا ما يعيق إعطاء دروس متعلقة في التربية البدنية .

-  قليلةٌ جداً هي الإمكانات والمقومات الموجودة ضمن المدرسة ، فالأدوات والمعدات الخاصة بالتربية البدنية ، نادراً جداً ما تتواجد ضمن أسواقنا ، وهذا ما ينعكس على مدارسنا أيضاً .

- عدم الاهتمام بالتربية البدنية ، يؤدي إلى ندرة وجود معلمين مؤهلين للقيام بهذه المهمة وتفعليها ضمن عقول وأجساد الطلاب .

- انهمار تركيز الإدارة وزرع الأفكار في عقول الطلاب على أهمية المواد الأخرى ، وتقدمها على حساب مادة التربية البدنية ، ويعود السبب في ذلك إلى كثافة المعلومات المدرجة ضمن كتب تلك المواد وضخامتها .

الأبعاد المترتبة على التربية المدنية :

هنالك العديد من الأبعاد المترتبة على التربية البدنية ، ومن أهم هذه الأبعاد :

-  الإعداد العام للطالب أو حتى للإنسان بالعموم ، وتهيئة نفسيته ليكون قادر وعلى أتم الاستعداد ليتقبل نوع الأنشطة الذي سيتلقاها أثناء الدرس ، ويمكن التركيز هنا على الهدف من التمرينات ، فهي ما تعطي للإنسان القوام المطلوب واللياقة البدنية المحببة ، والتعامل بكل إيجابية مع الأجهزة الحيوية .

-  أما بالنسبة إلى الإعداد الخاص ، فهو يشمل النشاط التعليمي والتطبيقي معاً ، والذي يهدف إلى تعليم الشخص وتوعيته على الوحدة التعليمية المتواجدة ضمن الدرس ، فقبل أن يتم التطبيق ، يقوم المعلم بإعطاء شرح وافٍ ومفصل حول المهارات الحركية التي ستُقام خلال الدرس .

-  يقتصر النشاط التطبيقي على هدف أن يتم التطبيق عملياً للمهارة أو الحركة المترتبة على الطالب أن يقوم بها ، والمواظبة على التدريب عليها ، وذلك من خلال تقديم عدّة توجيهات للطلاب ، وهذا سيساعد على رفع مستوى الخبرات التربوية وتوثيق علاقتهم مع التربية البدنية .

-  ويعود النشاط الختامي إلى كونه يعتبر من أهم الحلقة التربوية للرياضة أثناء الدرس ، حيث أنه يهدف إلى تهيئة جميع الطلاب تهيئة فسيولوجية ، وتعود الغايات هنا إلى تنشيط الأوعية الدموية والأجهزة الحيوية ضمن أجسامهم وإعادتها حالتها الطبيعية.