ما هو عيد الكريسماس

ما هو عيد الكريسماس، اصل الاحتفال بعيد الميلاد، حقيقة عيد الميلاد، الميلاد على الطريقة الاميركية، اسطورة سانتا كلوز، شجرة الميلاد، هدايا عيد الميلاد، بطاقات عي

  • 1162 مشاهدة
  • Jan 01,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سلام نذير عزام
  • ( تعليق)
ما هو عيد الكريسماس

ما هو عيد الكريسماس

  

الكريسماس، أو عيد الميلاد بالعربيَّة، وباللغة الإسبانية نافيداد، هو عيدٌ دينيٌّ مُقدّس، وظاهرة ثقافيّة عالميّة، يتمّ الاحتفال بها في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر / كانون الأوَّل، نهاية كلّ عام، كتقليدٍ بدأ مُنذ ألفيّ عام، وهو اليوم الذي قيل أنّ السّيّد المسيح قد وُلد فيه، ولكنّه بشكله الحالي عيد حديث العهد مُشتقٌّ من الجرمانيّة، وتعني الكلمة الليلة المُقدَّسة.
وفي حين أنَّ الاحتفالات تعُمّ أرجاء العالم عند الاحتفال بهذا اليوم، لكنَّ التقاليد والطّقوس، تختلف من بلدٍ لآخر، حيث يحتفل به المسيحيّون بتزيين أشجار عيد الميلاد، وتبادل الهدايا، إضافةً لحضور القدَّس في الكنائس، تليها اجتماع العائلة والأصدقاء، ومشاركة وجبات الطعام سويّة.
كُلُّ تلك الطّقوس تكون مصاحبَة بِرموز خاصّة لهذا اليوم، أهمّها هو "السانتا كلوز"، أو "بابا نويل"، الذي يقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال والمُحتاجين، إضافةً لشجرة الميلاد الخضراء المزيّنة، والأجراس، والشُّموع، والنّجوم.

 

أصل الاحتفال بعيد الميلاد


يعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم لآلاف السنين، عبر عادات وثنيّة قديمة، قبل ظهور السيّد المسيح.
ففي أوربا كان سُكَّان هذه المنطقة، ينتظرون أيَّام مُنتصف الشّتاء، حتّى يحتفلون بعودة الشَّمس، بعد الانقلاب الشّتوي، الذي يؤذن بذهاب أيامٍ من الظُلمة، وتطالعهم إلى أيّام أطول من الساعات مع ضوء الشّمس.
وكان هذا هو حال سُكَّان الدُّول الاسكندنافيَّة، الذين كانوا يقدّسون هذا اليوم تقديراً لعودة الشّمس، فيشعلون النَّار بجذوع الأشجار، حيث اعتقدوا أنّ النّار بمثابة ولادة عجل جديد في كلّ عام،
فيما كانوا يتغذّون في تلك الأيام، أيّام الاحتفال الّتي قد تمتد لـ 12 يوماً، على لحوم الماشية الّتي يقومون بذبحها، إضافةً لشُرب النبيذ المُخمّر والبيرة.
أمّا الكتاب المُقدَّس لدى المسيحيّين فقد ربط في كثيرٍ من الأحيان بين ولادة الشّمس من جديد وولادة الابن، ومن وجهة نظرٍ أخرى، فإنّ تاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر، أصبح تاريخ ميلاد يسوع المسيح من منطق مُسبق كمحدّد للاعتدال الرّبيعي الدّال على  تاريخ خلق العالم.

 

حقيقة عيد الميلاد


يُعتبر عيد الميلاد هو واحد من الأعياد المسيحيّة الهامّة، لكنّه ليس العيد الوحيد لدى المسيحيّين، فقد كان عيد الفِصح هو العيد الرئيسي في البداية، ثمّ وفي فترة لاحقة، اعتُبِر يوم الخامس والعشرين هو يوم ميلاد يسوع المسيح النّاصريّ، وأصبح عطلةً رسميَّة لدى مُختلف الطّوائف المسيحيَّة بحسب مسؤولي الكنيسة، فيما لم يأتِ الكتاب المقدّس على ذكر تاريخ ميلاد محدّد للسّيّد المسيح، لكنّ البابا يوليوس الأوَّل اختار يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، في محاولةٍ للتماهي مع تقاليد العيد الوثنيّ القديم.
وبعد أن حلّت المسيحيّة بدل الديانة المسيحيَّة في العصور الوسطى، أصبحت تتمّ الاحتفالات في الكنيسة بأجواء صاخبة ومخمورة، إلى أن أتى القرن السَّابع عشر، الذي تمّ فيه إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد نتيجة تلك الطقوس المُتَّبعة، وذلك في العام 1659، أي بعد عام من وفاة القائد الإنجليزي (أوليفر كرومويل)، الذي قاد موجة إصلاحٍ ديني، تعهّد خلالها بتخليص إنجلترا من الانحطاط مع قوّاته البيوريتانيَّة ، وهم مذهب مسيحي بروتستانتي، بمعنى المتطهِّرين، أو المتشدّدين، حيث أصبحوا قوّةً سياسيّة تحت حكم الملك تشارلز الأول، وهاجر بعضهم  لاحقاً إلى العالم الجديد، وأقاموا مستعمراتهم هناك، وتمّ حظر الاحتفال في بوسطن، حتَّى العام 1681، حيث بدأت قوّتهم بالتضاؤل شيئاً فشيئاً.


الميلاد على الطّريقة الأمريكية


في القرن التاسع عشر، بدأ اهتمام الأمريكان بعيد الميلاد يزداد، فحوّلوا الاحتفاليّات الكرنفاليّة الصّاخبة، إلى يومٍ أسريٍّ تسودُهُ المحبَّة، ويعمّه الهدوء والسّلام، في تلك الفترة من الزَّمن الّتي كانت فيها الفوضى تعمّ البلاد، نتيجة ارتفاع معدّلات البطالة، فكانت تُثار أعمال الشّغب، وفي العام 1819 كان للكاتب الإنجليزي (جيفري كرايون جيفت)، تأثيرٌ على مسار عيد الميلاد في البلاد، حيث ألّف خمس قصص لعيد الميلاد، تدور أحداثها في الرّيف الإنجليزي، حيث صوّر عادات الاحتفال بعيد الميلاد، بحسب التقاليد القديمة التي تخيّلها الكاتب، فجاءت بمشهدٍ متناغم تحمل معها الدِّفء في جوٍّ أسريٍ يعمُّه السّلام.
وقد كان لهذه القصص تأثيرٌ هام بإحياء العادات الجديدة الهادئة للاحتفال في الولايات المتّحدة الأمريكيَّة، كما أكّد على ذلك المؤلِّف الرِّوائي البريطاني (تشارلز ديكنز)، 1812 – 1870، والذي ألّف فيما بعد قصّة العطلات، الّتي أظهرت حسن النّيّة تجاه البشريّة جمعاء، وأظهرت فوائد الاحتفال بالعطلة، فكان لذلك أثرٌ آخر على النسيج الاجتماعيّ الأمريكيّ، فأصبحت الأسر أكثر حساسيّة للاحتياجات العاطفيّة للأطفال خلال القرن التاسع عشر، حيث أمدّ عيد الميلاد العائلات بيومٍ يبدون فيه اهتمامهم تجاه أطفالهم، وتلبية مُتطلَّباتهم من خلال الهدايا، فتحوّل العيد لعطلةٍ عائليّة مثاليّة، ثمّ تطوّر الأمر، للاهتمام بشجرة عيد الميلاد وتزيينها، وإرسال البطاقات الخاصّة بالعطلات وتقديم الهدايا، ما كان له أثرٌ كبير بسدّ الاحتياجات الثقافيّة لأمّةٍ مُتناميّة.

 

أسطورة سانتا كلوز


سانتا كلوز، أو بابا نويل، هو أحد مكوّنات أعياد الميلاد الرّئيسيّة، حيث يقدّم هذا الرجل العجوز الّلطيف، الهدايا أثناء جولاته الليليّة على مزلاجه الذي يجرُّه حيوان الرنّة، فيعثر الأطفال عليها ملفوفةً ومخبأة تحت شجرة عيد الميلاد، بعد أن يدخل منزل كل طفل عبر المدخنة، وكذلك فإنّه من يحقّق الطلبات والأمنيات.

وقد تعدّدت الروايات، وتنوّعت حول أصل ظهور شخصيّة عيد الميلاد المحبّبة هذه، لكنّها ليست خياليّة بالمُطلق، وتعود إلى المستعمرين الهولنديين عندما استقرّوا بما بات يُعرف بـ(يورك الجديدة)، أو مدينة نيويورك، خلال القرن السَّابع عشر، والّذين أحضروا معهم هذه الثقافة، حول رجلٍ ضخم أبيض اللحية، بثوبٍ أحمر، يترك الهدايا للأطفال عشيّة يوم السّادس من ديسمبر، لكنَّ هذه الشّخصيّة الهولنديّة الخياليّة، تعود بالحقيقة للقديس نيكولاس ميرا، الّذي كان أسقفاً خلال القرن الرّابع، فكان مشهوراً بالّلطف والكرم، ما أدّى لظهور أساطير المُعجزات، وتحقيق الامنيات، ومُساعدة الفقراء، وتقول الروايات إن هذا الرّاهب ذو أصولٍ تُركيّة؛ ولد حوالي عام 280 بعد الميلاد، حيث وهَبَ كلّ ثروته وسافر في الرّيف لمساعدة المرضى والفقراء.
وقد انتشرت هذه الثّقافة الشعبيّة في الولايات المتّحدة، أواخر القرن الثامن عشر، حين كانت العائلات الهولنديّة تحتفل بذكرى وفاة سينت نيكولاس، أو سينتر كلاس، والّذي تحوّل اسمه تدريجيّاً، وأصبح سانتا كلوز لسهولة النطق، فيما يُعرف بأسماء مُختلفة في مناطق أخرى، كبابا نويل في فرنسا.
أمّا الصُّورة المعروفة لسانتا كلوز فقد حاكها الشَّاعر الأمريكي (كليمنت كلارك مور)، الذي كتب قصيدة الليلة السابقة لعيد الميلاد في العام 1823.

 

شجرة الميلاد رمز الحياة الأبديّة


وترمز شجرة الميلاد دائمة الخضرة إلى الحياة الأبديّة، كما استخدمها القدماء، وكما سانتا كلوز، فهُناك روايات حول الشجرة الخضراء المزيّنة ليلة عيد الميلاد، والّتي عادةً ما تكون من الصّنوبر، وتقول الرواية، الّتي تدور حول القدّيس المبشّر بونيفاس في القرن الثامن، والّذي مرّ بقريةٍ في ألمانيا، كان سكانها يعبدون شجرةً كبيرة من البلّوط، ويقدّمون لها القرابين البشريّة، وقد صادف موعد التّضحية بأحد شُبّان تلك القرية، يوم تواجد ذلك القدّيس فيها مُبشّراً وداعياً، والذّي قام على الفور بإنقاذ الشاب، وقطع تلك الشجرة الكبيرة، فكانت فُرصةُ مُناسبة لكسب قلوب سُكَّان القرية، واتّباعهم لما يقوله هذا القدّيس.
ومع عدم التّأكيد على تاريخ شجرة عيد الميلاد، فإنَّ أوَّل شجرة مزيّنة عُرفت لأوَّل مرّة في ستراسبورغ عام 1605، كما سجَّلت دوقة سيليزيا أوّل استخدامٍ للشّموع على أشجار التنوب الصنوبريّة، في العام 1611.

 

هدايا عيد الميلاد


إنَّ عادة تقديم الهدايا، في يوم عيد الميلاد، والمعروفة أصلاً بهدايا عيد الميلاد، أصبحت مع نهاية القرن الثامن عشر ممارسةً ثابتة لاهوتيّاً، فتذكّر بتقدمة الله ليسوع المسيح إلى البشريَّة كهديّة، فيما تعود هذه الطقوس للقرن الخامس عشر بين الأسرة والأصدقاء، وهو ما كانت المسوّغ للمتشدّدين برفض الاحتفال في هذا العيد بإنجلترا وأمريكا.
في معظم البلدان الأوربيَّة، يتمّ تبادل الهدايا عشيَّة يوم الرَّابع والعشرين من ديسمبر، على أساس أنَّ يسوع قد وُلد ليلة الرَّابع والعشرين.



بطاقات عيد الميلاد


وقد بدأت في القرن التاسع عشر في إنجلترا، وفي بلدان أخرى كالنَّمسا وألمانيا، ومع انتشار المسيحيّة خارج أوربا وأمريكا، انتقلت معها الاحتفالات بأعياد الميلاد، إلى تلك المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث أنَّ المسيحيّة ليست الدّين الرسمي لجميع سُكَّان تلك البلاد، لكنّها بدأت باتباع تلك الثّقافة الغربيّة بالاحتفال بهذا العيد، واعتباره يوم عُطلةٍ في الكثير منها.

 

مقالات متعلقة في تعريفات منوعة