ما هو عيد الفصح، لماذا عيد الفصح مجيد وعظيم، متى يأتِ عيد الفصح كل عام، الخميس الأخضر، الجمعة العظيمة، السبت الأبيض، عيد الفصح، أثران للقيامة والفصح، الارنب
عيد الفِصحْ هو أهم عُطلة في المهرجانات المسيحيَّة، حيثُ يحتفل المسيحيون بأنَّ يسوع قد قام من بين الأموات، وذلك بعد صلبة ودفنه بثلاثةِ أيَّامٍ على يد جيش روما؛ وبعض الأحبار اليهود الذين لم يصدِّقوا بأنَّه يسوع هو المُخلِّص.
تعتبر المسيحيَّة عيد القيامة (الفصح)، أكثرَ أهميَّةً من عيد ميلاد السيِّد المسيح، وبعض البلدان لديها إجازاتٌ طويلة لعدَّة أيَّام للاحتفال بعيد الفِصحْ، ويأتِ عيد الفِصحْ المسيحي بعد عيد الفِصحْ اليهودي، الذي يتم الاحتفال به من الرابع عشر إلى الحادي والعشرين من شهر نيسان (مارس إلى أبريل) لإحياء ذكرى تحرير اليهود من العبوديَّة المصريَّة الفرعونيَّة - حسب زعمهم بالعهد القديم التوراة - وإعلان الخلاص لهم .
يَذكرُ الكاتب ُ أنيس فريحة في كتابهِ "دراساتٍ في التاريخ ":
إنَّ التسميةَ العربية مشُتقةَ من اللفظ العبري ولكنَّه يُضيف، في العهد الجديد المسيحي هناك عناصر مختلفة وثنية، فالشعوب الجرمانية تُسميه أوسترن، والإنكليزية تُسميه إيستر، والتسمية تُرد حسب "الكاهن الأنجلو سكسوني بيد المكرّم " إلى (آلهة تيوتونيَّة تُدعى: أوستارا، أو أوستير آلهة الربيع).
وتربط مراجعٌ أخرى هذا العيد إلى (" أستارتي أي عشتروت"، آلهة الخِصب عند الفينيقيين)، وتناظرها عشتار عند البابليين".
إذا بحثنا في الرواية اليهوديَّة لعيد الفِصحْ، أولاً: باعتبار أنّ المسيح خرج من بين شعب بني إسرائيل مبشراً بالعهد الجديد (الإنجيل)، فنجد تفسيراً لأصل اسم "عظيم" ومجيد" موجود في أيَّام العبوديَّة اليهوديَّة في مصر القديمة، فحسب الرواية اليهوديَّة: "كان فرعون غير راغب في إطلاق سراح عبيده من بني إسرائيل، لذلك عاقب الله البلاد بعشر ضرباتٍ ماحقات"، اليهود الذين دهنوا أبوابهم بدم الحمل لم يتأثّروا بهذه الضربات، وتجاوزهم ملاك الموت؛ فالحمل إذن هو رمزاً ليسوع المسيح، والذي أنقذ دمه الجميع من الهلاك الأبدي، (وفقًا للكتاب المقدَّس، العهدِ القديم)، بعد الإنقاذ من مصر؛ قاد الله الناس بقيادة النبي موسى عبر البحر الأحمر، حيث يبحث البعضُ هنا عن أصلِ الاسمِ اليهوّدي التقليدي لعيد الفِصحْ عيد الانتقال حسب تعبير التوراة، فنجدُ كلماتٍ أخرى مكتوبةً عن عيدِ الفِصحْ: مثل التحايُل، والتجنُّب، والإشارة إلى ملاك الموت الذي كان يتجوَّلُ في البيوتِ الملطخةِ بالدِّماء، ويتجوَّل بين الممرات ليحصد من عَمِلَ خطيئة، هُنا نجد أعمال الله العظيمة التي قام بها لليلةٍ واحدة خلال ليلته، ولذلك دعا اليهود الذكرى السنويَّة لذلك اليوم بـ (عيد الفِصحْ)، كما تمَّ نقل رمزيَّة الانتقال من العبوديَّة إلى الحرية إلى المسيحيَّة، كالانتقال من الخطيئة إلى حياة نعمة الله، والتي ضمنها يسوع المسيح من خلال موتِه وقيامته.
تبدأ التحضيرات لعيد الفِصحْ عن طريق بدء الصوم الكبير، والذي يستمر لمدَّة خمسةٍ وخمسين يوماً؛ مقسَّمةً على ثمانية أسابيع، يُطلق على كلِّ أسبوع من هذه الأسابيع اسمٌ يبدأ من يوم الأحد، حيث تكون البداية لأحد الرفاع، يليه أحد السامريّة، ثُمّ المخلع مروراً بالتناصير، وصولاً لأحد الشعانين، يليه أحد العيد (سبت لعازر، سبت النور).
.يبدأ الأسبوع الكبير لعيد الفِصحْ بشهر أيَّار من كلِّ سنة بيوم الأحد، والذي يجمع بين الإنذار بانتصار الملوك ليسوع المسيح، وأخبار تعذيبه، ويبدأ القُدَّاس المسائي لإحياء ذكرى العشاء الرباني بثالوث الفِصحْ، والذي يستمر خلال الجمعة العظيمة لآلام الربِّ وموته، والسبت الأبيض، وبلغ ذروته في فصح عيد الفِصح، وانتهاءً بصلاة الغروب يوم الأحد؛ قيامة الرب، ويتغيَّر تاريخ عيد الفِصحْ في الواقع اعتماداً على السنة، ويوم الأسبوع هو دائماً يوم الأحد، لأنَّه يُقال أنَّ المسيح قام يوم الأحد، "الأحد الأوَّل من اكتمال القمر بعد الاعتدال الربيعي" هو عيد الفِصحْ، فعلى سبيل المثال هذه أحدث التواريخ لعيد الفِصحْ:
2020. 12 (يوم الأحد إبريل)
2021. 4 (يوم الأحد إبريل)
بحسبَ المُعتقدِ المسيحي، ليلةَ الخميسِ احتفلَ يسوع بالعشاءِ الأخير مع تلاميذه، في هذا المساء وضع سارين: الكهنوت والقربان المُقدَّس على التوالي، وحوّل الخبز والخمر إلى جسده ودمه، وفي الوقت نفسه سلَّمَ سُلطةَ الكهنوتِ إلى الرُسلِ قائلاً: "افعلوا هذا لذكري في خميس العهد".
ويتم الاحتفال بالقُدَّاس الإلهي المسائي في ذكرى قيامة سِرِّ المذبح، ويُعرف هذا القُدَّاس الإلهي أيضاً بمراسم غسل أقدام اثني عشر رجلاً من زمن القديس غريغوريوس الكبير، حيث تتوقَّف الأجراس عن الرنين كعلامةٍ على التواطؤ في آلام المسيح، سيتم سماع صوتهم باستثناء جلوريا الاحتفالية في الوقفة الاحتجاجيَّة للقيامة يوم السَّبت الأبيض، بعد القُدَّاس الإلهي، نحتفل بذكرى استيقاظ الرب يسوع للصلاة في بُستان جثسيماني، لقد نام الرُّسُل من التعب، وتُرِكَ يسوع وحده تماماً.
هذا الحدث لا يُرمز إليه فقط بالمسكن الفارغ المفتوح، والنور الأبدي أمامه، ولكن أيضاً عن طريق تجريد المذابح، وإزالة جميع الأشياء منها، حيث أنَّ المذابح العارية ترمز إلى هجر المسيح في بستان جثسيماني.
الجمعة العظيمة هي يوم المُعاناة والصَّلب، وموت يسوع المسيح، فلا يوجد قُدَّاس مُقدَّس في المعابد الكاثوليكيَّة في هذا اليوم، وتجد المذابحَ بدون أردية معبد، ويصومُ جميع المؤمنين عن أطباقِ اللحومِ، ويمكنّهم تناولُ الطعام مرةً واحدة فقط في اليوم، إنَّه يومٌ مُخصَّص بشكلٍ خاص لذكرى معاناةِ يسوع، وموتهِ على الصليبْ، إنَّه يوم صومٍ وتوبة؛ واليوم الوحيد في السنة الذي لا يحتفل فيه بالذبيحة الأفخارستية، وبدلاً من ذلك، تُقام ليتورجيا آلام الرَّب، (والتي تتكوَّن من عِبادة الكلمة)، والصَّلاة الجليلة للمؤمنين، وتكريم الصليب المُقدّس والقديسين، وأيضاً بموت يسوع في هذا اليوم، تُقرأ الأشعار أو تُغنَّى.
تُقامُ احتفالاتُ السَّبت الأبيض بعدَ غروبِ الشمس؛ كجزءٍ مِما يُسمَّى ليلةَ عيدِ الفِصحْ (الوقفة الاحتجاجية)، حيث يبدأُ الاحتفالُ بقيامةِ المسيحْ معَ ليلةِ عيدِ الفِصحْ، خلالَ عشيَّةِ عيدِ الفِصحْ، حيث تُراقبُ الكنيسةَ، وتنتظرُ قيامةَ المسيحْ، وتحتفلُ الكنيسة بالوقفة الاحتجاجيَّة كاحتفالِ فرحٍ بالقيامة، والتي ظلَّت صامتةً منذُ مساءِ الخميس، فهي تُعاود الدقَّ مرةً أُخرى، حيث يبدأُ القُدَّاسُ في ليلةِ عيدِ الفِصحْ بإضاءةِ ومباركةِ نار عيد الفِصحْ، وتكريس شمعة عيد الفِصحْ.
يتبع عيد الفِصحْ ثمانية أيَّامٍ من قيامة المسيح، والتي تتكوَّن من الأسبوع الذي يلي الفِصحْ مباشرةً، وينتهي بيوم الأحد من رحمة الله.
يُطلق على عيد الفِصحْ أيضاً اسم "إثنين الحمل"، تخليداً لِما حدث في اليوم الأوَّل بعد يوم السَّبت في ذلك الوقت، حيثُ أعطى الملاك الشجاعة للنساءِ اللائي ركضن عندَ الفجرِ إلى القبر، وخِفنَ عندما وجدنه فارغاً، ( قال لهم: "لا تخافوا!" "لقد قام من بين الأموات" ليس هو ههنا، وأضاف: "لكن اذهب وأخبر تلاميذه")إنجيل (مر 16 ، 6) (انتهاء الاقتباس).
كما تشتهرُ آخرُ عُطلة عيدِ الفِصحْ بوجودِ حبل المشنقة، وسقي الفتيات، وتستمرُ فترة عيد الفِصحْ 50 يوماً، بحيث يبدأ مساء السبت الأبيض، وينتهي في المساء في عيد انتقال الرُّوح القُدُس.
حسبَ المُعتقدِ المسيحي، هناك أثران للفصح:
الأثر الأوَّل هو أنّ كُلَّ النَّاس التي ماتت وهي مؤمنةً بيسوعِ المسيح؛ مُخلصاً لها ومصلوباً من أجلها، وحاملاً آلامها وخطيئتها، وقامَ منَ الموتِ بعد الصَّلب، هُم على درب الخلاص، وسوف يقومون من قبورهم كما قام المسيح، لمقابلةِ الله ويسوع، فالعبرة الأولى هي أنَّ (الفِصحْ هو الانتصار على الموت).
والأثر الثاني هو العبرة من الفِصحْ، وهي قوَّة قيامة يسوع في حياته، حتَّى يتمكن من العيش بالطريقة التي أرادها الله له، كصورةٍ بشريَّة تنتصر على الخطيئة؛ تاركةً الخطيئة وراء ظهورنا، والعبرة الثانية هي (عيد الفِصحْ هو الخلاص من الخطيئة).
هُناكَ عادة الاحتفال بعيد الفِصحْ في المناطق المسيحيَّة؛ مثل أوروبا والولايات المتحدة، ولكن في منطقتنا العربيَّة، فلم تتجذَّر بعد عادة الاحتفال بعيد الفِصحْ، ولكنَّها بدأت تأخذ طابع الاحتفالات والبهجة مع الاطفال، وذلك من خلال البيض الملوَّن والأرانب، بالإضافة إلى استخدام الزِّينة في المنازل التي بها أطفالٌ صغار، ويُمكنك أيضاً الاستمتاع بصيد البيض للعثور على بيضٍ مخفي، ولعبة البيض التي تضع البيض على الملعقة وتحملها أثناء التنافس على السُرعة.
كما تُستخدم الخضار والفواكه الملوَّنة بكثرة، لخلق جو يُشبه الرَّبيع، ومن مُتع عيد الفِصحْ صُنع بيض عيد الفِصحْ، ويُمكنك وضع بيض عيد الفِصحْ في سلَّة، أو تعليقها في غُرفتك؛ لجعل عيد الفِصحْ على قيد الحياة.
عيد الفِصحْ عيد الحياة من بعد الموت، حياةٌ جديدة تُعطي معنىً للخلاص، وتؤذن للحياة بعد الموت، فترى الاحتفالات بعيد الفِصحْ مليئةً بالبهجة، والرُّموز التي ترمز للخصب والرَّبيع والحياة، مثل طقوس البيض الملوَّن والأرانب.
التفسير الأكثر وضوحاً لاستخدام البيض والأرانب في عيد الفِصح، هو خصوبة الأرنب؛ حيثُ أنّ الأرنب كثير الإنجاب، ويأتي عيد الفِصحْ خلال الرَّبيع الذي يعني حياة جديدة، واندمج هذا تدريجيَّاً مع المعنى الدِّيني لعيد الفِصحْ؛ وهو قيامة المسيح، فرمزيَّة الأرانب التي تُنتِج عديداً من النسل، كما أنَّ الأرنب أيضاً رمزٌ قديم للقمر، وتاريخ عيد الفِصحْ يعتمد على القمر.
أمَّا بيض الفِصحْ هو تقليدٌ احتفاليٌ قديم، حيثُ كانت البيضة ترمز إلى بداية الحياة على سطح الأرض حسب بعض المُعتقدات، حيث يَذكر التقليد الأرثوذكسي المسيحي بحسب أحد تلامذة يسوع، أنَّ القدِّيسة مريم المجدليَّة قد ذَهَبَت إلى قيصر في روما لرفع احتجاجها على صلبِ المسيح، وتحدَّثت أمامه عن صلبِهِ وقيامته، لكنَّ القيصر قاطعها، وقال: "لو أنَّ البيض يصير بلونٍ أحمر؛ أصدِّق أنَّ المسيح قام من الأموات"، عِندها أخذت مريم المجدليَّة بيضةً وقالت:(المسيح قام من بين الأموات)، فتحوَّل لون البيض إلى اللون الأحمر، واتَّبعت الكنيسة هذا التقليد من خلال صبغ البيض في الفِصحْ؛ تأكيداً على قيامة المسيح، ويَرمِز البيض إلى الصوص الذي يشقّ البيضة ويَخرج إلى الحياة، وهكذا المسيح شقَّ القبر وقام من الموت .
بغضِّ النظر عن أصل التقليد، إلا أنَّه ومع امتداد وانتشار المسيحيَّة في أوروبا، والتطوَّر الذي وصلت إليه البشريَّة, إلا أنّه قد بقيت بعض التقاليد القديمة، ولكن تغيَّرت في معانيها، فبقيت الأرانب والبيض موجودةً في الفِصحْ، إلا أنَّها باتت تدل على عودة الرَّبيع والحياة مع قيامة السيِّد المسيح.
ما هو غاز الفوسفين
ما هو رجيم اتكنز
ما هو عسل المانوكا وفوائده
ما هي العوامل الحيويّة، واللاحيويّة في النظام البيئي
ما هي وسائل التواصل القديمة
ما هي اكبر جزيرة في البحر المتوسط
ما هي لغة بايثون وأهم مميزاتها واستخداماتها
ما هي اللغة الرسمية للأرجنتين
ما هي مضادات الأكسدة؟
موضوع تعبير عن عيد الأضحى المبارك
موضوع تعبير عن عيد الفطر
قصة عيد الحب الحقيقية
تعريف الموارد البشرية
تعريف الحكامة وتطور مفهومها
كيفية قراءة المخططات - Schematics
مكرمة ابناء المخيمات
كيف نكتسب صفاتنا وأمراضنا من آبائنا ؟
ما هو الاتجار بالبشر
ما هي جمرة القيظ
يوم المعلم العالمي - عبارات عيد المعلم
التربية البدنية وأهميتها
يوم المرأة العالمي 2022
ما هو نظام سويفت المالي ؟
ما هو نظام SAP
الهوية الثقافية ومستوياتها
صمغ الزانثان
مراحل خلق الإنسان
ما هي وسائل الإعلام؟
مفهوم الدبلوماسية في العلاقات الدولية
مفهوم البيئة والتلوث
مفهوم الرغبة وأنواعها
ما هو السيمنار؟
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس