معلومات عن ميناء العقير

معلومات عن ميناء العقير، بروتكول أو اتفاقيَّة العقير لعام 1922، الموقع الجغرافي لميناء العقير، ميناء العقير والمستودع، قلعة العقير القديمة والسوق، غرف الإقامة

  • 1333 مشاهدة
  • Mar 15,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب Admin
  • ( تعليق)
معلومات عن ميناء العقير

معلومات عن ميناء العقير

 

العقير أوَّل ميناء بحري في الخليج العربي، وتقع العقير في محافظة الإحساء السعوديّة، والعقير هي بوابة الإحساء من الخليج العربي.

كانت العقير البوابة الاقتصاديّة للمملكة العربيّة السعوديَّة إبان قيامها، والميناء الرئيسي لها، والذي يُمكن الوصول من خلاله إلى شرق البلاد ووسطها، وقد تعزَّز الموقع العقير التاريخي بعد مجموعة من الاتفاقيَّات السياسيَّة التي تمَّ إبرامها في عهد الملك عبد العزيز.

 

والعقير عبارة عن قلعة إسلاميَّة قديمة، تقع شرقي المملكة العربيَّة السعوديَّة، وتُعد أوَّل ميناءٍ بحري في الخليج العربي ككل، ولها عدَّة مُسميات، مثل (العقير، والأجير)، وقد ربطها البعض بمدينة (جيرها، أو جيرهاء) القديمة، والتي ورد ذكرها في المصادر الرومانيَّة واليونانيَّة، وفي مقالتنا هذه المخصَّصة لـ(منصة أجراس)، سنوافيكم بالعديد من المعلومات عن ميناء العقير.

 

بروتكول أو اتفاقيَّة العقير لعام 1922

تمَّ عقد اتفاقيَّة العقير في الثاني من شهر كانون الثاني عام 1922، وقد تمَّ فيها تحديد الحدود بين العراق الانتدابي، وسلطنة نجد، ومشيخة الكويت (بين نجد والكويت)، حيث فرض المندوب السامي البريطاني في العراق (بيرسي كوكس) هذه الحدود، كنوعٍ من الرد على المغيرين البدو القادمين من نجدٍ الواقعة تحت حكم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

 

الموقع الجغرافي لميناء العقير

تقع العقير على بعد سبعين كيلومتراً جنوبي الظهران، مجمَّع (آرامكو) السعوديَّة، وعلى بعد سبعين كيلومتراً شمال شرق مدينة الهفوف في محافظة الإحساء، إضافةً لوقوعه على الخليج العربي على خطٍ مستقيم بين الواحة وجزيرة البحرين، ويظهر موقع العقير الأهميَّة التاريخيَّة للمنطقة، حيث يبلغ عمر الشواهد الموجودة في العقير حوالي ثلاثمائة عام، فقد تمَّ بناء قلعة العقير في العهد العثماني.

 

ميناء العقير والمستودع

تتألّف مرافق الميناء المسيّجة من مجموعة من المباني التي كانت تضم مكاتب الإدارة والمخزن، حيث يتم تخزين البضائع قبل شحنها أو بيعها إلى الأسواق القريبة.

ولقد تمَّ تزيين المبنى بدقّة، وهو عبارة عن مزيج من السمات المعماريَّة السعوديَّة والعثمانية.

 

قلعة العقير القديمة، والسوق

تاريخ المنطقة الشرقيَّة عميقٌ وغني، وهذا هو السبب الرئيسي لجذب العقير للزوَّار من شتَّى أرجاء العالم على مدار العام للاطلاع على معالمها التي تتحدّى الزمن والطبيعة، ومن معالم العقير البارزة (الحصن)، حيث يتكوَّن الحصن الرئيسي للعقير من مجموعة من المباني السكنيَّة والمكاتب، إضافةً لفناءٍ كبير يُمكن الوصول إليه عبر بوابةٍ وممرٍ يمر من خلال المبنى الرئيسي.

 

 وبمجرَّد تجاوز هذه البوابة، يكتشف الزائر للمكان ساحة الفناء الكبيرة، والتي يبلغ طولها 120 x 55 متراً، والمحاطة بالجدران الواقية، وعلى طول الجدران الشماليَّة الغربيَّة، والشماليَّة الشرقيَّة تتوزّع نوعين من الأعمدة، حيث كانت تنتشر هناك العديد من المحلات التي تقوم ببيع وتسويق منتجاتها في سوقها القديم.

 

لقد اختفى السطح في يومنا هذا، لكن ما زالت هناك العشرات من الأعمدة التي ما زالت راسية كالتيجان التي تخلق مشهداً ساحراً يحفز مخيلة الزائر للمكان، بحيث يتخيَّل التجار قديماً يملأون المكان، تتعالى أصواتهم من كل حدبٍ وصوب لتسويق منتجاتهم من بضائع وعطورٍ وتوابل شرقيَّة.

 

غرف الإقامة في العقير

بُني في نفس المُجمع التابع للحصن مسجداً ومجموعة من الغرف، كان سكان قلعة العقير يسكنون تلك الغرف، ويؤدُّون صلواتهم الخمس في المسجد، وفي هذا الركن من المجمع نجد أجمل الزخارف، مع مجموعة من القوالب الهندسيَّة من الطرازين العثماني والعربي الإسلامي، وتتزيَّن بعض الأبواب في المجمع بزجاجٍ ملوَّن يندر وجوده في الجزيرة العربيَّة.

 

شاطئ العقير

يقع شاطئ العقير على بُد خمسةً وعشرون كيلومتراً شمالي الحصن، والذي يتميّز عن غيره من الشواطئ بتوافر مجموعة من المباني الحديثة التي تشبه إلى حدٍ ما صرح روما الأعظم (الكولوسيوم)، والتي تمَّ بناؤها على شاطئ العقير، وعلى بعد مئة متر من البحر.

توفَّر هذه الهياكل مكاناً تتجه الأنظار إليه، وظِلاً تشتد الحاجة إليه عند ارتفاع درجات الحرارة فوق الأربعين درجةً مئوية في المكان، إضافةً إلى أنَّه قد تمَّ بناء مجموعة من الهياكل الخرسانيَّة الصغيرة والفاخرة على طول الشاطئ؛ لتوفير الخصوصيَّة والظل للزوَّار.

ومن الجدير بالذكر أنّه يجب على زوَّار المكان التقيُّد بالقوانين والقواعد الصارمة لارتداء الملابس، وحظر التعرّي حتَّى على الشاطئ العام.

 

المزيد عن العقير

تآكلت جدران المكان بفعل الهواء المالح، والرِّياح التي صقلت خشب الأبواب والمسامير الصدئة، والتي تُشير جميعها إلى مجد هذا المكان في العقود الغابرة، فالغبير جوهرةً ثمينةً خفيَّة لا نظير لها.

 

بعد المسير ساعةً على امتداد الساحل الطبيعي من الظهران، تصل إلى العقير، على بُعد خمسين ميلاً إلى الشمال الشرقي من واحة الإحساء الخصبة، ومدينتها الرئيسيَّة في الهفوف، وخلال رحلة المسير نحو العقير يغرق الزائر بسحر المناظر الطبيعيّة على طريقٍ مليء بأشجار النخيل التي تظهر بشكلٍ مُنحرف في المساحات الشاسعة، وتلقي ببعض فروعها على صفحة المياه الشفافة والنقيّة في الواحة.

 

يجمع شاطئ العقير علامات الزمان، تتناثر على شاطئه أعداداً لا تُحصى من الأصداف المتنوعة في أشكالها وأحجامها وألوانها، وعلى طول الطريق باتجاه العقير تشير اللافتات الموزعة هُنا وهناك إلى منطقة جذب سياحي، ولكن عند الوصول إلى قلب الساحة، والتي تضم مصفاً خاصاً للسيَّارات، فإن الزائر يشعر بوحشة المكان المُهمل إلى حدٍ ما، ومع هذا فإن السحر يكمن في ما يوحيه المكان للزائر للوهلة الأولى.

 

 لقد كانت العقير أوَّل ميناءٍ بحري في الخليج العربي، وقد تراوحت الشحنات المنقولة من العقير باتجاه الإحساء من 250 إلى 300 شحنة من البضائع المتنوعة، كـ(الأخشاب، والمواد الغذائيَّة، والبن، والهيل، والتوابل، والملابس، والعطور، والبخور، وخشب الصندل)، القادمة من الهند والصين والعراق وإيران، وعُمان واليمن، إضافةً لتصدير أهم منتجات الإحساء إلى تلك الدول، كـ(التمر، والدبس، وبراعم وأوراق النخيل، والماشية، والصوف).

 

كانت العقير تميل قديماً إلى بناء علاقات مع بلاد ما بين النهرين، وقد تمَّ بناء الحصن فيها ليكون ملاذا آمناً للسكان، وللدفاع عنها، ويعتقد بأنَّ العرب قد قاموا ببناء هذه القلعة، لكن لا يزال أصل القلعة محل تساؤل حتَّى يومنا هذا.

 

كانت العقير البوابة الاقتصاديَّة للمملكة العربيَّة السعوديَّة إبان تأسيسها، وعلى الرغم من مرور الأعوام، إلا أنَّ المشهد الثقافي للعقير يدلي بشهادته على غموض المكان، وتنوعه وجماله، يزيده الشاطئ روعةً وسحرا.

 

يتكون حصن العقير من سورٍ حجري يعلوه طوب اللبن، ويبلغ طول كل جانبٍ منه 150 قدماً، مع مدخلٍ يؤدِّي إلى باحةٍ كبيرة كانت فيما مضى تضم سوق العقير، ويوجد على جانبيه صفين جميلين من الأعمدة المطلَّة على البحر، ويُمكن الاستمتاع بالمشاهد الخلابة في الطابق العلوي، في يومٍ مُشمس، والذي يُظهر لون المبنى الفاتح، على خلفيَّةٍ زرقاء صافية، تتشكَّل من زرقة السماء ولون صفحة مياه البحر، وغالباً ما يرتبط سحر هذه الهياكل بكل ما يُمكن أن تلمحه من نوافذ الأسقف المصنوعة من خشب النخيل، والمصابيح التي تتدلَّى بشكلٍ سداسي.

 

إلى جانب الحصن تقبع مجموعة من المباني القديمة، بما فيها المباني الحكوميَّة، ومبنى الجمارك، إضافةً للمسجد، وعلى الرَّغم من أنَّ المنطقة تخضع للسيطرة العسكريَّة، إلا أنَّه يوجد حارسٌ متاح بشكلٍ دائم؛ لمساعدة الزوَّار في اكتشاف المكان.

 

مقالات متعلقة في أماكن سياحية