خسائر العالم جراء جائحة كورونا – ما بعد كورونا

منذ بداية انتشار فيروس كورونا وبدء تكرار سؤال ما هو فيروس كوفيد19 وحتى الآن تعرض العالم لنكبات عديدة. حيث تسبب تفشي فيروس كورونا في بعض الدول إلى تراجع العجلة

  • 841 مشاهدة
  • Jun 11,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
خسائر العالم جراء جائحة كورونا – ما بعد كورونا

 

خسائر العالم جراء جائحة كورونا – ما بعد كورونا 

خسائر العالم جراء جائحة كورونا لا يمكن أن يتم حصرها في الخسائر المادية أو البشرية كما يفعل الاقتصاديين الدوليين على شاشات التلفاز يوميا فحسب. ولكن خسر العالم بأكمله وبعض الدول خاصة الاستقرار والأمان والكثير من الخطوات التي قاموا بها لتنمية أوطانهم في السنوات الأخيرة، حيث سببت جائحة كورونا في توقف نمو هذه الأوطان أو حتى تراجعها لأوضاع سياسية واقتصادية وتنموية أضعاف مما كانت قبل هذه الجائحة المدمرة

 

خسائر العالم الاقتصادية جراء جائحة كورونا 

منذ بداية انتشار فيروس كورونا وبدء تكرار سؤال ما هو فيروس كوفيد19؟ وحتى الآن تعرض العالم لنكبات عديدة. حيث تسبب تفشي فيروس كورونا في بعض الدول إلى تراجع العجلة الاقتصادية أو توقفها تماما لفترة من الزمن في بعض الدول والتي تكبدت خسائر كبيرة فتعرضت الدول الكبرى للتوتر والارتباك والدول الصغرى للخوف والقلق من المستقبل وربما للإفلاس أيضا.

 

 

حيث وفقا لما أعلنه صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي قد خسر على مدى عام 2020 حوالي 10 تريليونات من الدولارات وحدث انكماش اقتصادي عالمي يقدر بـ 4.9 في المائة . ومن المتوقع أن تزداد معدلات الخسائر الاقتصادية العالمية والتي من المرجح أن تصل إلى 12 تريليون دولار أمريكي.

 

وترجع هذه الخسائر الكبيرة إلى الإغلاقات الكبيرة في المؤسسات الصناعية والتجارية في الدول الكبرى والتي استمرت لشهور طويلة حفاظا على الأرواح ولتقليل فرص العدوى بين عمال المصانع والمؤسسات الكبرى والحد من تفشي العدوى داخل هذه الدول

 

 

الدول الأكثر تضرراً اقتصاديا جراء جائحة كورونا 

على الرغم من أن كل دول العالم تقريبا قد طالتها بعض الخسائر الاقتصادية جراء جائحة كورونا، لكن هناك بعض الدول التي عانت بشكل اكبر من الخسائر الاقتصادية والتي هددت بانهيار بعض الدول إلى الحد الذي دعا إلى حصولها على مساعدات للتمكن من الصمود ومقاومة هذا التيار الجارف

.

ومن أكثر الدول التي تعرضت لخسائر مادية كبيرة بسبب جائحة كورونا هي رابطة الدول المصدرة للنفط. حيث تسببت جائحة كورونا في توقف عمل الكثير من المنشئات الصناعية الكبرى مما تسبب في خفض الطلب على البترول ومشتقاته فحدث انخفاض كبير في أسعار النفط  مما تسبب في حدوث أزمات كبيرة في موازنات هذه الدول والتي تعتمد إلى حد كبير على دواخل النفط لاستكمال موازناتها السنوية.

 

 مما اضطر هذه الدول للسحب من احتياطي النقد لديها لاستكمال متطلباتها من رواتب وخطط تنموية. ناهيك عن المصاريف الزائدة التي اضطرت لها كل دول العالم ومن ضمنها  إيقاف منشئاتها عن العمل والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها ومراعاة طرق الوقاية من فيروس كورونا للحد من انتشار الفيروس على أراضيها مما كبدها المزيد من الخسائر المادية

 

 

فيروس كورونا يقضي على السياحة الداخلية والخارجية

أما الدول الأكثر تضررا من الناحية المادية جراء جائحة كورونا فقد كانت هي الدول التي تعتمد في موازناتها على مدخلات السياحة بأنواعها سواء سياحة خارجية أو داخلية. حيث تعرضت هذه الدول إلى خسارة كبيرة في مدخلاتها بسبب توقف السياحة العالمية ومنع السفر من وإلى الكثير من دول العالم وغلق المنشئات السياحية والشواطئ وتوقف شركات الطيران عن العمل سواء داخليا أو خارجيا، ووقف خطوط طيران كاملة لمدد طويلة. مما عرض بعض هذه الدول للاقتراب من الإفلاس وأعادها الكثير من الخطوات للخلف.

 

 

انهيارات اقتصادية كبيرة جراء جائحة كورونا

على الرغم من الأضرار الاقتصادية الكبيرة لكن استطاعت معظم دول العالم الصمود على مدى أكثر من عام كامل منذ بدء الجائحة. ولكن بعض الدول تعرضت لأضرار أكبر كثيرا من باقي دول العالم ومن أهمها البرازيل والتي وفقا لما قدره الأطباء المتخصصين فقد تعرضت لانتشار نشط وخطير للغاية من فيروس كوفيد 19 والمعروف باسم فيروس كورونا. مما أدى لحدوث انتشار واسع المدى للإصابات والوفيات مما كان له بالغ الآثر على اقتصاد دولة البرازيل.

 

.

حيث كانت البرازيل منذ بضعة سنوات مجرد دولة نامية مثل مثيلاتها في أمريكا الجنوبية وأفريقيا ولكنها خلال السنوات الماضية استطاعت إقامة نهضة اقتصادية عملاقة مما جعلها تحتل المركز التاسع بقائمة أكبر عشر اقتصادات في العالم، وكانت مستمرة في الصعود السريع لولا بدء جائحة كورونا التي انتشرت بشكل كبير وخطير خلال وقت قصير وأودت بحياة ما يقارب من 198 ألف مواطن برازيلي إلى جانب ملايين الإصابات مما حدا الحكومة البرازيلية إلى اتخاذ إجراءات طارئة للحد من هذا الانتشار السريع فتوقف العمل تقريبا في البلاد وبقى الجميع في منازلهم.

 

 

 وبالطبع اضطرت الحكومة إلى دفع الرواتب للموظفين بدون الحصول على عمل في المقابل إلى جانب دعم ملايين العمال الذين فقدوا أعمالهم، فكان إجمالي المواطنين الذين اضطرت الدولة لدعمهم ماديا على مدى أكثر من تسعة أشهر ما يزيد عن 68 مليون مواطن تقريبا وهو ما يمثل ثلث عدد الشعب البرازيلي بدون أن تدخل إلى خزانة الدولة إيرادات كافية مما تسبب في زيادة الدين الداخلي وتسبب في عجز كبير في الخزانة و أدى إلى إعلان إفلاس دولة البرازيل.

 

 

الخسائر البشرية العالمية جراء جائحة كورونا

على الرغم من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها كل الدول تقريبا للحد من انتشار فيروس كورونا ولكن تعرضت بعض الدول لانتشار واسع للفيروس وملايين الإصابات والتي أدت لحدوث أعداد كبيرة من الوفيات في بعض الدول والتي عانت من خسارة بشرية كبيرة سواء في المواطنين العاديين أو الأطقم الطبية أو أعضاء الحكومات والمجالس النيابية. ومن أكثر الدول التي تعرضت لخسائر بشرية كبيرة هي:

 

- الولايات المتحدة الأمريكية: احتلت الولايات المتحدة المركز الأول عالميا من حيث أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، حيث وصلت أعداد الوفيات إلى ما يزيد عن نصف مليون حالة وفاة، وكانت أعداد الإصابات أكثر من 33 مليون إصابة خلال الأشهر الماضية.

 

 البرازيل: والتي وصلت أعداد الوفيات بها جراء فيروس كورونا إلى أكثر من 400 ألف حالة وفاة. مما جعلها تحتل المركز الثاني في أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وكانت أعداد الإصابات بها أكثر من أكثر من 15 مليونا حتى الآن.

 

 الهند: احتلت المركز الثالث في أعداد وفيات الكورونا، حيث وصلت خسائرها البشرية إلى ما يزيد عن 284 ألف حالة وفاة ضمن أكثر من 25 مليون إصابة تقريبا في أنحاء البلاد ومازالت أعداد الإصابات والوفيات خارج السيطرة حتى الآن.

 

- المملكة المتحدة: عانت كثيرا في بداية جائحة كورونا، حيث حدث تفشي كبير بين مواطنيها والذي أدى إلى حدوث وفيات كثيرة في وقت قليل، حيث وصلت الوفيات حتى الآن إلى أكثر من 127 ألف وفاة ضمن أكثر من 4 ملايين إصابة بفيروس كورونا، ولكن لحسن الحظ استطاعت المملكة المتحدة السيطرة على أوضاعها وبدء تلقيح مواطنيها في وقت مبكر مما ساهم بشدة في التحكم بأعداد المصابين والوفيات والحد منهم.

 

- إيطاليا: تعرضت إيطاليا في بداية جائحة كورونا إلى موجة كبيرة من الإصابات والوفيات والتي أودت بحياة أكثر من 124 ألف شخص في وقت قصير ما يزيد عن 4 ملايين إصابة، ولكن سرعان ما انحسرت الموجة الجامحة وبدأت أعداد الإصابة والوفيات في التناقص حتى وصلت إلى حالة عامة من السيطرة في الوقت الراهن.

 

ومازال العالم يعاني من موجات متلاحقة من الارتفاع والانخفاض في أعداد الإصابات والوفيات وفي الخسائر المادية والاقتصادية التي سيحتاج العالم لأعوام عديدة لتعويضها واستعادة خطط التنمية العالمية سرعتها وطريقها من جديد.

 

أقرأ أيضاً : التعلم عن بعد وأثاره المستقبلية في ظل جائحة كورونا 

 

مقالات متعلقة في دراسات وابحاث