كرة القدم بين الأمس واليوم

كرة القدم، كرة القدم بين الأمس واليوم، كيف بدأت لعبة كرة القدم، قوانين كرة القدم، المسؤول عن وضع قوانين كرة القدم، أهم بطولات منتخبات كرة القدم

  • 817 مشاهدة
  • Aug 11,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Ghada Halaiqa
  • ( تعليق)
كرة القدم بين الأمس واليوم

 كرة القدم بين الأمس واليوم

      تتوّج رياضة كرة القدم على عرش الرياضات الشعبية الأكثر انتشاراً، حيث بلغ عدد اللاعبين الممارسين لها حتى نهاية القرن العشرين 250 مليون لاعباً، فيما يزيد عدد المتابعين على المليار مشاهدٍ عبر الشاشات أو على مدرجات الملاعب.


كيف بدأت كرة القدم (نبذة تاريخيّة)

     جاء في الأساطير، وبعض القصص القديمة عن حضارة الإغريق أنّهم كانوا يقطعون رؤوس أعدائهم الذين يفوزون عليهم ويركلونها بأرجلهم، فيما يدل على العنفوان والشجاعة، كما عُرف عن الصينين أنّهم لعبوا كرة القدم منذ 2500 سنة قبل الميلاد، وكانوا يصنعون لها كرةً من الجلد ويحشونها بالريش، وقد اهتموا كثيراً بهذه الرياضة؛ وأعلوا من شأن المُنافسة فيها، فقد كانوا يكرمون الفريق الفائز، ويحتفلون به ويقدِّمون له الهدايا، بينما الفريق الخاسر يقع تحت رحمة سِياطهم، وضربهم له.

 عربيَّاً عثر الباحثون على نقوشٍ تدلّ على أنّ الفراعنة مارسوا كرة القدم قديماً، وعُرفت في اليابان باسم (كيماري)، ثم انتقلت إلى الحضارة الرومانيَّة واليونانيَّة ووصلت إلى إنجلترا التي وضعت أسسها وقوانينها، بغرض التقليل من العُنف الحاصل في الملاعب وضمان العدل في المُنافسة، وتثبيت عدد اللاعبين في المباريات جميعها، وقد تمّ تأسيس أوّل اتّحادٍ لكرة القدم في بريطانيا عام 1863م، تلاه في باريس عام 1904م، وضمّ هذا الاتحاد 207 دول، ومازال موجوداً حتى اليوم، ويعمل داخل الدول الناطقةِ بالفرنسيَّة.


قوانين كرة القدم

 

  • مُدّة المُباراة: تُجرى المباراة بين الفريقين المتنافسين على مدى شوطين؛ مدّة كل واحد منهما 45 دقيقة، ويفصل بين الشوطين استراحةً تُقدّر بربع ساعةٍ، يحتسب الحكم في نهاية كلّ شوطٍ الوقت المهدور، وتتم زيادته وفق ما يراه مُناسباً، وفي حال التعادل وتمديد المباراة لشوطين إضافيين؛ يُمنح اللاعبون استراحةً قصيرة بعد الشوط الثاني الأساسي، بينما لا توجد استراحة بين الشوطين الإضافيين.
  • اللاعبون: يُشارك في المباراة فريقان بعددٍ متساوٍ من اللاعبين، بحيث يضمّ كلُّ فريقٍ أحد عشر لاعباً، مقسمين إلى هجوم وخطّ وسط ودفاع وحارس مرمى، ويُمكن تبديل اللاعبين أثناء المباراة بعد إخبار الحكم بهذا التعديل، ويختلف عدد التبديلات المسموح بها وفقاً للمباراة أو البطولة التي تجري فيها، و تكون أسماء اللاعبين الأساسيين والاحتياط موجودة في قائمة لدى الحكم، ولا يجوز التبديل مع لاعبٍ غير مُدرج في هذه القائمة، يرتدي اللاعبون في كلّ فريق زيّاً ولوناً موّحداً باستثناء حارس المرمى، كما يُراعي اللاعبون في حال ارتداء ملابسَ داخلية أو وضع أشرطة لاصقة أن تكون ألوانها متماشيةً مع اللون الأساسي الذي يرتديه اللاعب، كما يجب على اللاعبين أن يراعوا قواعدَ السَّلامة الصحيّة ، فيحظّر عليهم ارتداء المجوهرات أو العصبات أو غيرها، ممَّا قد يُسبِّب الأذى للاعبٍ أو مُنافسه، كما عليهم الاهتمام بارتداء واقيات للسَّاقين تحت الجوارب، وقمصانٍ بأكمام.
  • الملعب:  اختلفت مساحة الملاعب التي جرت فيها المباريات، إلى أن قام الاتحاد الدولي لكرة القدم  (FIFA)بوضع أبعادٍ رسميَّة لحجم ملاعب كُرة القدم، خاصّةً تِلك التي تُقام فوقها المُباريات الرّسميّة، حيث يكون طول الملعب 90 متراً بالحدّ الأدنى، ولا يزيد عن  120 متراً، وعرضه 45 متراً كحدٍّ أدنى، ولا يزيد عن 90 متراً بالحدٍّ الأقصى، أشهر الملاعب حول العالم أبعادها 105*68 مترا، ويتكون الملعب من عددٍ من الأجزاء؛ فهناك ما يُعرف بمنطقة الهدف ومنطقة الجزاء وشكلها مُربَّع، وموقعها أمام مرمى الفريق، وتكون هذه المنطقة بعرض 18.32متراً، بما فيها مسافة المرمى نفسه، على بُعدٍ مقداره 5,5 متراً عن الخطِّ الخلفي للملعب، وتضمُّ أيضاً علامة الجزاء المرسومة على بعد 11 متراً من خطّ المرمى، ويبلغ عُمق منطقة الجزاء 16.5متراً؛ في حين تبلغ مساحة عرضها 40.32 متراً، متضمنة منطقة الهدف، بالإضافة إلى المرمى أو الهدف الذي يقع على بُعدٍ مُتساوٍ من الرايات الموجودة في المنطقة الركنيَّة  (زوايا الملعب)، ويتكوَّن المرمى من قائمين عموديين مصنوعَين من موادّ لا تُسبِّب الأذى للاعبين، وتكون المسافة بينهما 7.30 متراً، وتصل بينهما عارضةٌ أفقيَّةً ارتفاعها 2.45 متراً، حيث تكون جميعها بعرض وسماكة مُتشابهة لا تزيد عن 12سم، وتُدهن هذه العناصر الثلاثة باللون الأبيض، و تثبَّت شبكة المرمى بكلٍّ من القائمين والأرض.
  • الكرة: يتراوح وزن الكرة ما بين 140 إلى 450 غراماً، و قياس مُحيطها  يتراوح ما بين 68 إلى 70 سم  تبعاً لقوانين الفيفا.
  • الحكّام: يتشكَّل طاقم الحُكَّام من حكمٍ رئيسيٍ مسؤولٍ عن ضبط مجريات المباراة، ومُراعياً تطبيق قوانينها بشكلٍ نظامي؛ مثل احتساب الوقت الضَّائع،  واتخاذ القرارات المُناسبة في حال حدوث مخالفات، وتخوِّله سُلطته إنذار اللاعبين عن طريق إشهار بطاقته الصَّفراء، أو طردهم بإشهاره البطاقة الحمراء، كما أنّه المسؤول عن إعلان بدء وانتهاء المُباراة عن طريق إطلاق صفَّارة البداية والنِّهاية،  ويُساعده على ذلك حكمين مساعدَين داخل السَّاحة؛ حكم راية وحكم تماس، يُقدِّمان الدَّعم ويُراقبان خروج الكرة خارج الملعب، كما تتمّ متابعة المُباراة من حُكَّام خارج أرض الملعب عن طريق إعادة الفيديو، حرصاً على تطبيق قوانين اللعبة، والجدير بالذِّكر أنّ الحُكَّام يقومون بإجراء دوراتٍ تدريبَّة لاكتساب المعلومات والخبرة التي يحتاجونها في قيادة المُباريات، ويرتدون زيّاً مُخالفاً لملابس اللاعبين وألوانهم، حيث نراهم باللون الأسود الواضح غالبا.
  • الأخطاء في مباريات كرة القدم: يتمّ ارتكاب العديد من الأخطاء أثناء المباراة بقصدٍ أو عن غير قصد، وتختلف العقوبات وِفقاً لنوعيَّة الخطأ ومكان حدوثه، وتُحتسب للخصم عندها ركلاتٍ حُرّة مباشرةٍ أو غير مباشرة، كما أنَّه قد يقتضي الخطأ وجوب منح الخصم ركلة جزاء، بغضِّ النَّظر عن مكان وقوع الخطأ الذي قد يحدث في أيّ مكانٍ داخل الملعب، وقد ذكرنا سابقاً أنّ الحكم مخوّل بإنذار اللاعب أو طرده إذا قام بالتعدِّي على الفريق الخصم أو طاقم الحُكَّام.


المسؤول عن وضع قوانين لعبة كرة القدم


شهدت رياضة كرة القدم الكثير من التغييرات على قوانينها؛ وذلك وصولاً إلى الصِّيغة النهائيَّة الحديثة الصَّادرة في الموسم الكروي 2019-2020م، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) المؤسَّس عام 1886م؛ هو الجهة المسؤولة عن وضع قوانين رياضة كرة القدم والتعديل عليها، وقد أصبح هذا الاتحاد جُزءاً من مُنظَّمة الفيفا بعد تأسيسها، و التي أصبحت الجِهةَ الرسميّة التي تضع القوانين والقواعد الخاصّة للعبة كرة القدم في العالم، وتقوم الاتحادات القاريّة والدوليّة بضمان تطبيق هذه القوانين، كما يوجد محكمة رياضيَّة خاصَّة، بدأ العمل فيها عام 1984م، بهدف التخفيف من مُدّة المُحاكمة وتكاليفها في حال اللجوء للمحاكم المدنيَّة، وضمان سريّة الدعاوي، وتُعرف هذه المحكمة باسم (محكمة التحكيم الرياضي CAC)، وتنظر هذه المحكمة التحكيم الرياضي في قضايا انضباطيَّة، مثل العقوبات بين الأندية واللاعبين، وقضايا المُنشِّطات وغيرها، أو في قضايا غير انضباطيِّة كالقضايا الماليَّة والمُنازعات بين اللاعبين.


أهم بطولات منتخبات كرة القدم 


تعدُّ بطولة كأس العالم من أهم البطولات على الإطلاق، وذلك من حيث الفرق المشاركة واللاعبين، حيث يتنافس على الفوز 32 فريقاً، يضُم أشهر اللاعبين في العالم، والمكان الذي تجري على أرضه البطولة.

يُشرف على تنظيم الدَّورة الاتحاد العام لكرة القدم، وقد أُقيمت هذه البطولة للمرّة الأولى عام 1930م، وحصدت الكأس الأوّل في ذلك الوقت دولة الأورغواي، ومازالت البطولة تُقام مرّةً كلّ أربة أعوام، ثم تأتي بطولات القارَّات، تليها بطولات الأندية.


كُرة القدم، هذه اللعبة التي بدأت من فكرةٍ عبثيَّة نوعاً ما، وتطوَّرت مع مرور الوقت والزّمان لتصل إلى العالم كافةً، ووضعت لها منظَّماتٍ وهيئاتٍ وقوانينَ، فأصبحت محطَّ اهتمام من الكبير والصغير على حدٍ سواء حول العالم.

لقد قدَّمت لعبة كُرة القدم الكثير على مستوى الجسد والفِكر والرّوح، إضافةً إلى تقديم الكثير للمجتمعات التي تمثلها أندية كرة القدم، إذاً هي ليست مجرَّد لعبة قائمة على ركل الكرة بين عدد من اللاعبين، بل تمثّل أخلاق لاعبين ينتسبون لأوطانٍ يحملون أسماء أوطانهم التي يمثلونها في لُعبتهم  أنّى ذهبوا.

مقالات متعلقة في رياضة