الذكاء في علم النفس، الذكاء، تاريخ الذكاء، تعريف الذكاء في علم النفس، تفسير طبيعة الذكاء بحسب النظريات الفلسفية، نظرية العاملين، نظرية العوامل المتعددة، نظرية
هو مُصطلح يُطلق على القُدُرات العقليَّة الّتي تتميّز بِالقُدرة على التَّخطيط والتَّحليل، وسُرعة التصرُّف، وحلِّ المشاكل بِسهولة، وبِناء جميع الِاستِنتاجات، بالإضافة لامتلاك القُدرة على التّفكير المُجرّد، وجمع الأفكار وتنسيقُها، والسُّرعة في التعلُّم، والتقاط بعض اللُّغات، كما يصف بعض العُلماء الذّكاء بأنّهُ اَلْقُدرَة على فهم مشاعر الآخر، وإبداء المشاعر الخاصَّة.
لقد كان الإنسان المِثالي عندَ الإغريق، هو ذلك الشّخص القادر على القيام بكلِّ يفعلهُ ببراعةٍ تامَّة، ويستخدم عقلهُ في التّفكير، أمَّا الرّومان نظروا للذكاء على أنَّه الشّجاعة، لكنَّ الصِّينيُّون لديهم نظرةً أُخرى للذكاء، حيثُ اعتبروا كُل من يمتلك الموهبة في إِتقان الشّعر والرّسم والموسيقى، يكون شخصاً مثاليّاً، أمّا في مجتمعنا الحالي، يُعد المِقياس هو الذّكاء قبل أيّ شيء.
ويُعد الذكاء مُنذُ القِدم قُدرة الإنسان على إتقان فعلٍ ما ويُبدع فيه، والتّعبير من خلال التّفكير، أو النشاط الحركي، وبمفهومٍ آخر هو القُدرة العقليَّة على التكيُّف في جوانب الحياة المُختلفة، بالإضافة للقُدرة البدنيَّة.
في القرن التّاسع عشر، أعتقد العالم البريطاني المُختصّ في علم النفس (فرانسيس جالتون)، بأنَّ الذّكاء ينتقلُ من اَلأَب إلى الابن حسب علم الوراثة، لذلك عملَ بالبحث عن الذّكاء في أولاد وأبناء القياديِّين الّذين اشتهروا بالعظمَة والقوّة.
وفي الحرب العالميّة الأولى، كانت الولايات المُتحدة الأمريكِيَّة تقوم بفرض اختبار الذّكاء على كُلِّ من يرغب بالالتحاق في صفوف الجَيش، ومن خلال هذا الاختبار حصلَ الرِّجال ذوو البشرة السّوداء على علاماتٍ أقل من الرِّجال ذوو البشرة البيضاء، ومن هذا المُنطلق ظهر مُصطلح آخر، هو أنَّ الذّكاء يأتِ من خلال نوع البيئَة المُتوارث منها، أي أنَّهُ يعود نسبة الذّكاء لِطبيعَة البيئَة الّذي خُلق فيها الإنسان.
يُعدّ مفهوم الذّكاء في علم النفس قديماً جِدَّاً، وأوَّل من ساعدَ في ظهوره هو الفيلسوف (شيثرون)، حيثُ كان الفلاسفة يعتمدون في تفسير الذّكاء على أسلوب المُلاحظة، فساروا على منهج الاستِبطان، ويُقصد بالاستِبطان أن يضع الإنسان نفسهُ تحت اختباراتٍ مُختلفة ليصف بماذا شعرَ أثناء هذه التَّجربة، وتعتمد أيضاً عمليَّة الاستِبطان في علم النفس على مُلاحظة الشّخص نفسهُ لحالتهِ العقليّة، وتدوين بعض المُلاحظات.
ولكن كُل هذه النظريّات والمُلاحظات الّتي دوَّنها الفلاسفة نتيجة تجاربهم، لا يُمكن الاعتماد عليها بشكلٍ أساسي ونهائيّ، إلا بعد إِخضاعِها للدِّراسات العلميَّة والتجريبيَّة.
اختلف عُلماء النفس في تعريف الذّكاء، فهُناك من اعتمدَ في تَعريفه على تَكوينه وبُنيَته، وهناك من عرّفهُ بحسب مهامهِ ووظيفَته، أمّا التّعريف المُعتمد بشكلٍ عام هو عمليَّة حسيَّة وحركيَّة، تتميز بِقُدُراتٍ مُتعدّدة ومُستمرَّة، حيثُ يتم تَفعيلها من بعد تَدعيم العامل والاستعداد الوراثي بالمُثيرات الخارجيَّة، والمُنبهات المُناسبة، وتنقسم هذه التّعريفات إلى قِسمَين:
لقد كانت هُناك آراء مُختلفة لتفسير معنى الذكاء وتعريفه، وظهرت عدَّة نظريات، عبَّرت كُل نظريّة بمفهومٍ مختلف عن الأُخرى، نذكُر منهم:
أعتبر سبيرمان أنَّ الذّكاء ليسَ مُختصراً على عمليَّة مُحدّدة من العمليات العقليَّة كالتّفكير، والإدراك، والاستنباط، بل هو عبارة عن عامِل يؤثّر على جميع العمليَّات العقليَّة وقُدراتها بمستوياتٍ ونِسبٍ مُتفاوتة، بالإضافة لاشتراك العوامل المؤثّرة بشكلٍ خاص، والعامِل الّذي يُقصَد بهِ هو الّذي يؤثّر على سير العمليَّات؛ كالابتِكار والاستدلال، بالإضافة للإدراك الحسّي، وبذلك فإنَّ الذّكاء هو الجوهَر وأساس العمل العقلي ونشاطه، لِيظهر في استجابات الفرد في كافَّةً نشاطاته المُختلفَة.
يعتقد ثورندايك أنَّ الذّكاء عبارة عن مجموعة من القُدرات والعوامل المُتعدّدة، فعندما يقوم الفرد بعمليَّة عقليَّة يتوجّب عمل جميع القُدُرات مع بعضها بصورةٍ مُشتَركَة، باعتبار وجود روابط فيما بينهُم، كما يرى ثورندايك أنَّ العمليَّة العقليَّة هي نَتيجة العمل المُعقّد للجهاز العصبي من حيثُ قيامه بمهامهِ ووظائفهِ بشكلٍ تام، وقام ثورندايك بِتَصنيف الذّكاء إلى ثلاثة أنواع، هي:
حيثُ يرى أنَّ الذّكاء هو عبارة عن مجموعة من المهارات والقُدرات العقليَّة المُنفصلة عن بعضها بشكلٍ جُزئيّ، وهناك عمليَّاتٍ مُعقّدة يظهرُ بينها عَوامِل مُشتركَة بشكلٍ رئيسي، ليتم العمل بهدفٍ واحد من أجل القيام ببعض المهارات، ويظهر ذلك عند حاجة الفرد لاستخدام القُدرة العدديَّة، والقُدرة على تَكوين البُعد البصري والتصوّر عند الاستدلال لفهم العمليَّات الرياضيَّة؛ الجَبر والهندسيَّة، وأيضاً عند الحاجة لفهم إحدى القصائد، حيث يحتاج الفرد لاستعمال مجموعة من القُدرات العقليَّة، كالقُدرة على اللّفظ والتذكّر، وفهم معاني المُفردات.
ينقسم الذكاء عند غاردينر إلى ثمانية أقسام، وكُل هذه الأنواع يُضاف عليها صِفتين مُشتَرِكَتين بهما، فالصفة الأولى هي أنَّ الذّكاء لا يأتِ من الوراثة فقط؛ بل قد يكون مُكتَسَب، أمّا الصفة الثَّانية هي جميع هذه الأنواع قادرة على التعلُّم والتدريب، وهذه الأنواع هي التَّالِية:
علم النفس التربوي
علم النفس ولغة الجسد
تعريف علم النفس
علم النفس الإكلينيكي
كيف تحقق ذاتك و كيف تؤثر في الناس؟
اضطراب الشخصية
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس