الأساطير هي حكايات شعبيّة قديمة تتداولها الشعوب في مختلف البلدان، فالأسطورة هي نتاج مخيلة الإنسان القديم لتفسير الظواهر وكيفيّة رؤيته وتفسيره للغيبيّات
الأسطورة هي كل ما يناقض العقل، ولا وجود له على أرض الواقع، والأساطير هي مجموعة من الحكايات التقليديّة التي تتحدّث عادةً عن أحداث خارقة تتعدّى حدود العقل والواقع، وتعكس تلك الأساطير المتداولة في البلاد كافة معتقدات الشعوب قديماً، بحيث تُظهر تصورها لتفسير الغيبيّات والماورائيّات، وأسباب حدوث الظّواهِر الطبيعيّة على اختلافها، كالمطر والبرق والرّعد والزلازل والبراكين وغيرها.
غالباً ما يكون البطل في تلك الأساطير المتداولة هو الإله كما تصوّره الحكايات، أو إنسان يملك قوى خارقة يفتقدها الجميع، ويتمتّع بمحبّة الناس واحترامهم جميعاً، وغيرها من المواضيع التي تجذب انتباه الجميع، فتطلق العنان لمخيلاتهم التي تصوّر أبطال تلك الحكايات.
أسطورة التنين من أشهر الأساطير التي تمّ تداولها قديماً وحديثاً، وسُردت حول هذا المخلوق الأسطوري العديد من الحكايات حول العالم، ففي الصّين ولدت أسطورة الغزال التّنين، أمّا في الهند فقد ظهر التنين على هيئةِ فيل، وقد صوِّر شكل التنين كهيئةِ ثعبانٍ ضخم أو تمساح مُغطّى بالحراشِف.
أمّا رأس التِّنين وأقدامه الأماميّة تُشبه إلى حدٍ كبير رأس وأقدام الأسد أو الصَّقر، وقد صوّرت الأساطير أنّ العديد من تِلك التنانين تملِكُ أجنحةً تُمكِّنُها من التحليق والطيران، لكن أشكال التنانين الجسديّة تختلف من حكايةٍ لأخرى، ومن مكانٍ لآخر، لكنّهم يتوحدون جميعاً في الصوت المدوي الذي يطلقونه، وفي نفث النّار من أفواههم.
يظهر التّنين دوماً بأنّه يعيش في الكهوف أو البحيرات أو بين السُّحب، أو في مجاري الأنهار، ودوماً يقوم بحراسة الكنوز، وتُظهر الحكايات الأسطوريّة بأنّ الناس كانوا في العادة يتقرّبون من التنانين، ويسعون إلى استرضائهم من خلال تقديم القرابين البشريّة، وعادةً ما يكون هذا القربان امرأة شابة جميلة، وفي بعض الحكايات عن التنين التي ظهرت في بلاد فارس، بأنّ من يتمكّن من قطع رأس التنين، أو رؤوس التنين وألسنته المتعدّدة، يُكافأ بالزّواج من امرأة حسناء، ومن أشهر الأساطير التي تتحدّث عن هذا الأمر (قصّة الملِك آرثر).
من الأبطال المشاركين للتنانين على الدوام في غالبيّة الأساطير المرويّة (الغيلان، وأصحاب الرؤوس المتعدِّدة والنّافثة للنيران)، ففي بعض الحكايات يظهر التِّنين على أنّه الشيطان، وفي رواياتٍ أخرى يكون خادِماً مُخلصاً للشيطان، ويصوّر بأنّ له ذيلٌ مُدبّب، وأقدامٌ يُغطّيها الجِلد.
أمّا التنين في الصين فهو يرمز إلى الفرح والطيبة بعكس الشعوب الأخرى التي تصوِّره شريراً، وما زال الصينيّون حتّى يومنا هذا يُظهرون التنين في كافة الاحتفالات، فيصنعون له الدمى والمجسّمات والطائرات الورقيّة والرسومات.
جلجامش هو ملك مدينة إريخ في بلاد سومر، ويُعتبر جلجامش من أشهر الأبطال في الأساطير الأشوريّة والبابليّة، واشتهر عنه بأنّه كان شريراً ينشر الخوف والهلع بين النّاس في إريخ، حيث أنّه كان يخطف الإناث من ذويهن، ولا يهمّه إن كنّ متزوجات أو عازبات، وتقول الأسطورة بأنّ سكان المدينة رفعوا شكواهم إلى الربّ بسبب أفعال هذا الطّاغية، فاستجاب لهم وخلق رجلاً يُشبهه، حتّى يقضي عليه لتعيش المدينةُ في سلام.
وكان اسم شبيه جلجامش (أنكيدو)، وقد تميّز بقوّته الهائلة؛ حتّى قيل أنّه كان يُمكنه هزيمة جيشٍ كامل بمفرده، ومن صفاته الأخرى أنّه كان يملك شعراً غزيراً ويُصادق الوحوش، ويحميها من كلّ من يُحاول اصطيادها، فيُقطّع الشِباك المنصوبة ويُزيل الفخاخ، وصل سيط أنكيدو إلى جلجامش، فأمر الأخير بإلقاء القبض عليه، لكنّهم عجزوا عن الإمساك به، لكنّ جلجامش أوقع بأنكيدو عن طريق الحيلة والخِداع، من خلال إرساله لصيّادٍ حوّل أنكيدو إلى شخصٍ شرّير، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكّن مِن مُصادقةِ الوحوش، فعاد مجدداً إلى المدينة وأصبح من أصدقاء جلجامش.
وبينما كان أنكيدو يغطّ في سباتٍ عميق، رأى حُلماً غريباً، حيث شاهد نفسه على ظهر مخلوقٍ كريه الشّكل وغامض، يمتلك مخالباً كمخالب النّسر، يحمله ويُحلِّق بِهِ فوق السّحاب، وفجأةً يُلقي بِه في بيتٍ مهجور تسكنه الأشباح، والداخل في هذا البيت لا يخرج مِنهُ أبداً، وعندما استيقظ أنكيدو من نومِه قصَّ رؤياهُ على جلجامش، فقدَّم قُرباناً إلى الرَّب الذي نصحه بالإنطلاق لِمحاربةِ ملِك جبل الأرْز (خومبابا).
سار الصديقين جلجامش وأنكيدو باتجاه مملكةِ الأرز، حتّى وصلا إلى مقرِّ الملك، فنازله جلجامش وتمكّن من قتله، وعادوا إلى المدينة التي احتفلت بانتصارهما، لكنّ المرض تمكّن من أنكيدو الذي لفظ أنفاسَهُ الأخيرة بين يدي صديقه جلجامش، فبكى جلجامش صديقه كثيراً وتملّكه الخوف والذّعر من أن يلقى مصير صديقه الرّاحل، فأعدّ العدّة وانطلق باتجاه الرّجل السّعيد (أوتانا بشتم) النّاجي من الطُّوفان، وتوقّف في المكان الذي تستريح به الشّمس كُلّ مساءٍ في جبل (ماشو)، وكان يحرس أبواب الجّبل رجالٌ عقارب، ارتعدت أوصال جلجامش عند رؤيته للحرّاس للوهلة الأولى، لكنّه تمكّن من استعادة رباطة جأشه.
وتقدّم من أحدهم وسأله أن يدلّه على الطريق، فطلب الحارس منه مرافقته وسارا سويةً في الظُّلمات حتّى وصلا إلى الرّجل السعيد بمعاونة (أورشانابي) الحارس، فأخبر جلجامش أوتانا بشتم برغبته في الخلود، فطلب من الأخير البقاء مُستيقظاً لستة أيّامٍ وسبع ليالٍ على التوالي، لكنّه فشل في اجتياز هذه التجربة، فقام أوتانا بشتم بإخبار جلجامش عن نبتةٍ شائكة في قاع المحيط.
من يتناول هذه النّبتة يستعيد شبابه من جديد، فانطلق جلجامش إلى المحيط وغاص في قاعه، وتمكّن من الوصول إلى النبتة والحصول عليها، وعاد في قارب أورشانابي إلى مدينته، وفي طريق العودة توقّف عند نبع ماءٍ عذب، ونزل للاستحمام فيه، لكنّ رائحة النبتة قد اجتذبت ثعباناً فقام بسرقتها، ليعود جلجامش إلى مدينته حزيناً خائبا.
حصان طِروادة هو حِصانٌ أسطوري شهير، قام بصنعه (أبيوس) خلال حرب طِروادة التي شنَّها الإغريق بقيادة الشقيقين (أجاممنون ومينيلاوس) على ملكِ طِروادة (برياموس)، واختبأ فيه مجموعةٌ من المحاربين من أبطال الإغريق بقيادة (أوديسيوس).
استمرّت حرب طِروادة لمدّة عشرة أعوام كاملةً، سقط خلالها العديد من القادة والأبطال قُبيل سقوطِ طِروادة في السنة العاشرة لبداية الحرب، وقد كان لحصان طِروادة فضلٌ كبير في حسم نتيجة المعركة وإنهائها لصالِح جيش الإغريق، فعند الانتهاء من صناعته، تظاهر الإغريق بأنّهم راحلون على متن سفنهم، وعند ابتعادهم خرج الطرواديّون وتحلّقوا حول الحصان الغريب.
فقام الجاسوس الإغريقي (سينون) بإخبارهم أنه إذا قاموا بإدخال هذا الحصان إلى قلب مدينتهم، ستحميهم قواه الخفيّة من عدوان الإغريق، فانطلت الخِعة على الطرواديون، وقاموا بإدخال الحصان إلى المدينة، وعندما حلّ الليل، تقدّم الجاسوس سينون من الحِصان، وقام بإخراج الإغريق المختبئين في داخله، وقاموا بفتح أبواب المدينة لباقي جيش الإغريق الذي ينتظرهم في الخارج بعد أن عادوا سرّاً أثناء الليل، وبهذا سقطت مدينة طروادة في أيدي الإغريق.
من الأساطير التي وردت في الفلكلور الهندي، بأنَّ هناك شبحُ فتاةٍ صغيرة تعيش فوق قِمم الجبال العالية، وأثناء الليل تهبط إلى الوديان، فترتكب جميع أنواع الشرور، ولا يصيب هذا الشر الأطفال الذين يرتدون الثياب الحمراء، وأما من يرتدون الألوان الأخرى، يتعرّضون للإصابة بمرض آخيري الذي يصيب الأطفال، ولهذا اعتاد الأهالي في الهند على ربط أعناق صغارهم برباطٍ قرمزي اللون حتّى لا تحلّ عليهم لعنة آخيري.
أساطير حضارة المايا
حضارة المايا
الآلهة اليونانية
علم الأساطير - ميثولوجيا
الإمبراطورية الآشورية حضارة بلاد ما بين النهرين
أدوات العصر الحجري القديم
العصر الحجري
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس