القديس فالنتين، عيد الحب في العصور القديمة، الحب في عصر الفراعنة، الحب في عصر الإغريق، الحب في العصور الوسطى، الحب عند الرومان، عادات الشعوب في عيد الحب، قصص ا
هو قدّيس روماني يعود للقرن الثالث الميلادي واسمه (فالنتين)، ويدُل على معنى القوَي، والذي اقترن اسمه في عيد العُشَّاق الّذي يتم الاحتفال بهِ في 14 فبراير (شباط) من كُلِّ عام.
هناك الكثير من الرّوايات عن هذا القدّيس، لكن يوجد حِكاية اتفقت عليها مُعظم الرّوايات، والتي تذكر بأنَّه في العصور الرومانيَّة كان يُمنع مُمارسة الدّيانة المسيحيَّة في ذلك الوقت، كما ويُعاقب كُل من يُمارس العبادات المسيحيَّة بعقوبةٍ تصل إلى الموت، وكان القدّيس فالنتين في تلكَ العُصور القاسية، مُخالفاً للقوانين الصادرة، ومتحدياً لقوانينها، وذلك لاعتناقه الدِّيانة المسيحيَّة، ومُمارسة طقوسها وعباداتها في الخفاء، وكانت القوانين في ذلك الوقت تمنع زواج شَخصين في الكنائس على الطّريقة المسيحيَّة، فعاندَ هذا القدّيس تلكَ القرارات وقام بعقد قِران كُل شخصين مسيحيّين وقعا في حُبِّ بعضهما البعض، مُستخدماً أسرار الزَّواج للطائفة المسيحيَّة، وعندما علم الرومانيين بذلك أمروا بقتله، فأطلق عليه منذُ ذلك الوقت بشهيد الحُب؛ لأنَّهُ قدّمَ حياته فداءً للمحبّة، ومن أجلِ سرِّ الزّواج، حيث تحتفل الكنائس الكاثوليكيَّة والبروتستانتيَّة في هذا العيد كُلَّ عامٍ بذكرها للكاهن فالنتين.
يُقصد بسرِّ الزّواج هو أحد الأسرار السّبعة المُقدّسة في الكنيسة الأرثوذكسيَّة والكاثوليكيَّة، حيثُ اهتمَّت الكنيسة بالزّواج، لذلك اعتبرتهُ سِرّاً من الأسرار السبعة المُقدّسة؛ لأنَّهُ يُعتبر أساس العائلة، ويُصبح الزّوجان جسداً واحداً.
يعود الاحتفال في عيد الحُب إلى عهد الفراعنة، حيث احتفل فيه جميع الملوك، مثل (سنفرو، ورَمسيس الثّاني) وغيرهم من الملوك في مدينة منف، وتمَّ العثور على كتابةٍ موجودة على أحد جُدران المعابد، منقوشٌ عليها بالكتابة الفرعونيَّة، وتَبيّن بعد القيام بترجمتها أنَّها رسالة حُب، حيثُ جاءَ فيها:
"سوفَ أدع يدي تنامُ في يدك، سوفَ أدع رأسي ينامُ على صدرك، سوف أدع عيني تنامُ في عَينيك، لكي أصحو على صوت حبيبي؛ يُنشِد في النّاي الأغاني الّتي أحبها".
وكانت النِّساء تتزيّن بالقلائد المصنوعة من الورود في هذا العيد، وكان تاريخ هذا العيد عندَ الفراعنة في أوَّل يومٍ من الشهر الرَّابع الفرعوني، ويوجد الكثير من الحكايات والرّوايات الّتي تروي حكاية العاشقين (تبكاهيت وسنوحي)، والّتي جاء فيها بأنَّ سنوحي قامَ بكتابة الكثير من قصائد الحُب والعشق لمحبوبتهِ تبكاهيت، ويقول في إحدى هذه القصائد: "سكنَ الجَمال في ديارَ مصرِ، وأبى أن يبرحها إلّا على أجنحة الحُب"، وبعد ذلك غادر (سنوحي) مصر لفترةٍ من الزّمن، وعندما عادَ إلى مصر كانت تبكاهيت قد فارقت الحياة تاركةً خلفها حُبّها الأعظم، فطلب (سنوحي) من الملك (سنوسرت) أن يَبني قبراً مجاوراً لقبرِ عشيقته، وكتب تلكَ الكلمات المؤثِّرة في رثائها:
"لقد أصبحت كتمِثالٍ فقد يَديهِ، مثلَ رسَّامٍ فقد بصرهُ، أو مغنٍ فقد صوته، أو مثلَ قاربٍ تحطّم شراعهُ، أو طائرٍ أنكسر جناحهُ، لقد أصبحتُ مثل قوسٍ من غير سهم، وسماءٍ لا نجومٍ فيها، لأنّي بعيدٌ عنكِ".
ويُعتقد بأنَّ الكاتب والشَّاعر (شكسبير) قد أستلهمَ قصّة "روميو وجولييت" من تلكَ الرِّواية الفرعونيَّة.
يرتبط هذا العيد عندَ الإغريق بالزّواج المُقدّس، والخُصوبة، والحُب، وكانوا يحتفلون فيه في شهر (جاملّيون) الّذي يكون مُنتصف شهر (كانون الأوَّل) حتّى شهر (شباط)، حيثُ ينتهي في مُنتصفه أيضاً، وتُقام بعضاً من المراسم (الوبركايلي)، وهي مراسم دينيَّة مُرتبطة بالخصوبة.
واشتهرت في تلكَ العُصور قصّة الحُب الواقعة بين (هيرا وزيوس)، وكانت (هيرا) شَقيقة (زيوس) وزوجته، وكان (زيوس) كبير آلهة الإغريق، وعُرِفت (هيرا) بغيرتها الكبيرة على زوجها زيوس؛ لأنَّهُ كان لديهِ علاقاتٌ نسائيَّة مُتعدّدة، وبسبب غيرتها ومشاغبتها اضطَرَّ (زيوس) إلى تقييد معصميها بقيدٍ ذهبيّ، وتعليقها بين الأرض والسّماء، وأحدث هذا التصرُّف ضجَّةً كبيرةً بين أشقاءها الآلهة، مثلَ إله البحر (بوسيدون)، وملك مملكة الموتى، وإله العالم السُّفلي، حتَّى تمكَّن والدُها (هيفيستوس) -وهو إله النّار- من فكِّ قيدها.
لقد أنتشرَ هذا العيد في تلكَ العصور، وتمَّ إنشاء محكمة مُختصَّة في قضايا المُحبِّين والحُب، وكان يتمّ اختيار القُضاة حسب إمكانيَّاتهم وقدُراتهم في الشّعر وقراءته.
تُلقَّب مدينة (ترني) بعاصمة الحُب عندَ الرّومان، وذلك نسبةً للقدّيس فالنتين الّذي تمَّ إعدامه بسبب ما فعلهُ من عَقد قِران العُشاق مُستخدماً أسرار الزّواج في الدّيانة المسيحيّة، وتمَّ دفنهُ في هذه المدينة، وتقول بعض الرِّوايات بأنَّ الإمبراطور منع جنوده من الزّواج، وحرّمهُ في روما، لاعتقاده بأنَّ الجندي الغير مُتزوِّج يكون أكثر صلابةً وقساوة، وشديد البأس في المعارك، ولكن قبل أن يتم قتل القدّيس، اعتقلوه وزجّوا بهِ في السّجن، وخلال الأيَّام الّتي أمضاها مسجوناً، وقع في حُبِّ ابنة أحد الحُرّاس، وقبل موعد إعدامه أرسلَ لها بطاقةَ حُب في داخلها رسمةً قام برسمها، وهي عبارة عن قَلبين، وختمها بتوقيع "المُخلص فالنتين".
يتبادل العُشَّاق في هذا اليوم الكلمات الغراميَّة وبعضاً من الهدايا والوعود في المُستقبل القريب، ويطغى اللَّون الأحمر في هذا العيد رمزاً للقلب والمحبَّة، ورغم أنَّ الهدايا والكلمات ذاتها تقريباً في أغلب شعوب الأرض، لكن لا بُدَّ من وجود بعض الطُّقوس الّتي اعتادت عليها بعض الشعوب حول العالم، وسوف نذكُر بعضاً من هذه العادات والطّقوس:
دائماً تختلف اليابان عن باقي الشّعوب في لُغة التّعبير في الأعياد والمُناسبات، وفي هذا اليوم تحديداً تقوم النِّساء بشراء نوعين من الشوكولا، ويقدّمنها للرِّجال، وهذين النوعين مُختلفين أحدهما يُقدَّم للأصدقاء، والآخر للأزواج أو الأحبَّة، وبعد شهر من هذا التّاريخ، يقوم الرّجل بإحضار هديّة للمرأة الّتي قدّمت لهُ الشوكولا، ويُسمَّى باليوم الأبيض.
يختلف موعد عيد الحُب في الصين عن باقي البُلدان، حيث يكون في السّابع من الشّهر القمري، ويسمّى ليلة السّبعات، ويتم في هذا اليوم تبادُل الورود والهدايا، والذّهاب لمعبدٍ يُسمّى (صانع عيدان الثّقاب) من أجل الصلاة للحُب والسّعادة، والزّواج.
بلد اللَّباقة والرُّومانسيَّة، وتحتفل فرنسا بهذا العيد بشكلٍ تقليدي كلاسيكي، حيثُ يتبادل العُشَّاق بطاقات الحُب، ومن المعروف أنَّ فرنسا هي أوَّل من أنشأَ بطاقات الحُب، وجعلها تنتشر كعادة متبَّعة في مثل هذا اليوم في باقي المناطق والبُلدان، وتحتوي هذه البطاقات على عباراتٍ من الغزل والكلمات العذبة، وأيضاً تقديم الورود الحمراء.
في هذا اليوم يَخرُج الإيطاليُّون إلى المطاعم والمقاهي للاحتفال بهذا العيد، ويتناولون العشاء على شرفِ الحُب، وأكثر الهدايا شعبيّةً في إيطاليا هي الشوكولا المحشوّة بالبندق؛ ومُغلّفة بورقٍ مكتوبٌ عليهِ أجمل العبارات والكلمات في الحُب.
تختلف الدّنمارك في لون الهديَّة مع باقي الشّعوب، فجميع الناس يُعبِّرون عن حُبِّهم بتقديم الورد الأحمر، لكنَّ الدّنمارك في هذا العيد تحديداً تُقدِّم الورد الأبيض كرمزٍ للمحبَّة.
حالها كحال البُلدان الأُخرى، حيث تُقدَّم الورود وبعض الهدايا اللَّطيفة المعبّرة عن المحبَّة الموجودة داخل القلوب، ولكن في أستراليا الرّجال يمتازون بأنَّهم أكثر رومانسيَّةً من النساء، وخاصةً في هذا العيد، حيثُ أنَّ الرّجال ينشغلون بهِ، وينهمِكون في التّحضير وشراء الهدايا أكثر من النساء.
بدأ الاهتمام في هذا العيد في السّويد في فترة الستينيَّات من القرن العِشرين، لتأثَّرهم بالثّقافة الأمريكيَّة، ويُطلق عليه يوم كُلِّ القلوب، ويُقدِّمون الورود والهدايا اللَّطيفة.
في هذا العيد لا يقتصر الحُب بين ذكرٍ وأنثى في فلندا، بل يكون من الاهتمامات في التّعبير عن الحُب للأصدِقاء أيضاً، ويُطلق على هذا اليوم اسم (يوم الصديق).
حكاية عشق ممو وزين
قصة عيد الحب الحقيقية
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس