صناعة الفخار في البحرين

صناعة الفخار,الفخار في البحرين,صناعة الخزف في البحرين,صناعة الفخار في المنزل,مصانع الفخار في البحرين,صناعة الفخار بمدينة دمنات,صناعة الفخار بإقليم تنغير,مصانع

  • 3518 مشاهدة
  • Mar 02,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب فاطمة كمال حمدان
  • ( تعليق)
صناعة الفخار في البحرين

حرفة الفخار في البحرين

تعتبر صناعة الفخار من أقدم الصّناعات اليدوية التقليدية في البحرين، حيث يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ويتوارثها الأجيال من بعضهم البعض منذ عشرات القرون، وتعد هذه الصناعة مصدر رزق للعديد من العائلات البحرينية، واستمرت هذه الصناعة لقرون طويلة، وبقيت تمارس هذه الصناعة إلى وقتنا هذا في قرية (عالي) توجد بالقرب من التلال الأثرية الموجودة فيها.

وفي ذلك الوقت كان الاعتقاد الديني مسيطر ومعاصر لصناعة الفخار، والقائم على معتقد دفن حاجيات الميت معه، ففي القديم فكر الإنسان بأن أفضل طريقة للمحافظة على حاجيات الميت هي تخزينها في أوانٍ من فخار، لأن الفخار يحوي على مواد وخواص وصفات قد لا توجد في غيره، ومن صفات الفخار أنه خفيف الوزن ويصنع بسهولة، وبالرغم من القدم ألا أن الأشياء تبقى محافظة على ماهي عليه لاحتوائه على مسام تساعد في ذلك.

 

 حضارة دلمون في البحرين

وفي دلمون القديمة توصل الإنسان إلى عملية خلط الألوان ومزجها لإعطاء ألوان مختلفة جذابة جديدة، وتستخدم هذه الألوان في تلوين وزخرفة الفخار، كما في دمى السفن والأواني الطينية التي وجدت داخل المدافن.

ولقد ظلت هذه الصناعة تمارس لقرون طويلة حتى أخذت في الاضمحلال والتدهور شيئاً فشيئاً، وذلك بعد اكتشاف واندفاع البترول في البحرين، وفي بداية صناعة البترول بدأت الكثير من الأيدي العاملة في صناعة الفخار وغيرها من الصناعات بالتوجه في هذا المجال إلى العمل في مجال الصناعات البترولية، ومن الصعب تعين المهد الأول لهذه الصناعة في قرى البحرين، وكما ذكر الأجداد أنهم منذ وجودهم على هذه الأرض كانت ذلك صناعة تمارس في قرية عالي.

 

مراحل صناعة الفخار

يعد الطين في صناعة الفخار هو مادة الخام الأساسية، حيث يرتكز في تشكيله على نوعيته، فأفضل أنواعه هو الأحمر والأسمر والأبيض المأخوذ من التلال المحيطة بالرفاع، حيث يقوم الحمال بضرب الطين وطحنه ثم ووضعه في الماء لمدة ساعات من أجل التصفية، وبعد هذه المرحلة يمر بعملية التشكيل من خلال الحرفيين لمنحه الشكل المراد تصنيعه، ثم يوضع في الشمس حتى يجف، واخر مرحلة أي وضعه في الفرن لفترة من الزمن ليأخذ شكله النهائي .

 

يمكن أن نخلص مراحل صناعة الفخار في عدة خطوات:

- تأخذ الطينة من التلال القريبة من منطقة صنعه.

- تكون هذه الطينة من أجود الأنواع كالطينة السمراء والبيضاء والحمراء.

- يكسر الحمال الطينة ويطحنها.

- توضع الطينة في الماء من أجل تصفيتها.

- تترك الطينة لمدة زمنية محددة تتراوح ما بين الساعة إلى اثنتي عشرة ساعة.

- تأتي مرحلة التشكيل حيث توضع الطينة في دواليب خاصة، ويعمل الصانع على تكوين الأشكال المرغوبة.

- وضع الطينة في الشمس حتى تجف.

- وتوضع بعد تجفيفها في الفرن لمدة ثلاثة أيام لنحصل على الشكل النهائي.

- وعملية الحرق لتثبت الشكل المطلوب.

 

مصنع الفخار في البحرين :

تضم البحرين معمل واحد لصناعة الفخار في قرية عالي، وعدد العاملين في المعمل محدودين جداً ألا أنًه يقدم مجموعة كبيرة من الأشكال، مثل: الجرة والبك، البقلة، الحَب، مغطاة، صلاحية، راس مجرة، برمة، حمالة شمع، صندوق توفير، كدو، مبخر، حمالة بيض، منفضة، سجاير، فنطاس بصرية.

وكانت لهذه الصناعة بعض الأسواق في الماضي، وهي سوق الإثنين جانب قلعة البحرين، وسوق الأربعاء بالمنامة سابقاً، وسوق الخميس.

أما الجانب الفني لصناعة الفخار للخزف يكمن في الحفر والتصوير والزخرفة وتشكل خلط الطينة والأناء.

وإن فن الخزف لدى الفنان الشرقي يعد من أقدم وأعقد الفنون، فمنذ العصور القديمة نرى الفنان يصنع التحف المزخرفة الرائعة التي وجدت في آثار القدماء المصريين وآثار الصينيين، وأن متحف البحرين الذي بلغ عمره الزمني خمسة آلاف سنة ووجود الخزف فيه دليل واضح مدى فترة الصناعة في البحرين.

كان من الصعب تلوين الخزف البحريني في المتاحف لأن كانت بعض الألوان تحتفظ بسرها ، وكان أشهرها اللون الفاروزي  الي عرف عند الفراعنة ولم يستطيع أحد للوصول إلى سر تركيبه.

 

صناعة الفخار في الرفاع:

إن نوعية التربة التي كانت موجودة في الرفاع الشرقي والغربي من الحجر أو من الطين، فهذا ماساعد على بروز الفانين الشعبيين الذين اعتادوا على استخدام تلك الخامات في صناعة الأعمال الحرفية في حياتهم، مثل المكبس وبعض ألعاب الأطفال والدوه، حيث كان الفنانين في منطقة رفاع الحجر يستخدمون الزخارف الشعبية المكونة من الخطوط الدائرية والزخارف الشعبية، وكما كانوا يعتادون في صناعة المباخر على الطين وايضاً اعتمدوا عليه في صناعة ألعاب مسلية للأطفال مثل الحيوانات، ومن ميزات طين الرفاع أنّ الفنان الشعبي كان لايحتاج إلى أفران الحرق، وانما يعرضه للهواء والشمس فقط، على عكس الفنان الشعبي في أعماله حيث أن حرفه الكبيرة تحتاج إلى حرق بالفرن.

 

من هذه الصناعات :

الجرّات الفخارية يطلق عليها اسم آخر وهي (المصاخن) ومفردها (مصخنة)، من استخدامتها تبريد وحفظ الماء فيكون له نهكة خاصة، وطعم شهي في الجو الحر.

ويوجد أيضاً جرار تستعمل لحفظ اللبن وتبريده، ولها فتحة عريضة تسمى (جَحلَهْ) أو (إيحَلَه) كما يدعيها بعض الأفراد في دول الخليج، ولجرّة اللبن يطلق عليها اسم آخر أحياناً وهو (المخضَّة).

 

الكرُّوز :

يعتبر (مصخنه) اعتيادية ولكنها تكون مصغرة حجماً عنها، ومايميز هذه الكرُّوز هو وجود مصبَّ خاص على صدره يطلق عليه (إصبعاً)، يشبه بعض (جكات) الماء المستعملة حالياً.

 المبخر:

فإن اسمه يدل عليه، ويتميز بصغر حجمه عن (المبخر) العادي المستخدم، ذي النجوم (الدبوسية).

الحِبّ، والزِّير:

الحبّ وهو بكسر الحاء، وهو إناء ضخم يشبه (الخرص)، وعندما يكون صغير الحجم يضم أربع مقابض (عراوي)، وعندما يكون الإناء كبير فأنه لايضم اي مقبض ويدعى حِبّا، وعندما يكون صغيراً يدعى (زيراً)، ويستعمل الزير في تخزين الماء، ويمكن أن يوضع تحته (حنفية) لصب الماء.

الخرص: هو عبارة عن إناء كبير الحجم يستعمل في تخزين التمر، له فتحة عريضة ليتمكن فيه الأفراد أن يدخلوا أثناء عملية رصّ التمر بالرجلين.

حصالة النقود:

هي عبارة شكل كروي مجوف ومغلق لايحوي سوأ فتحة هي شقّ لا دخال النقود سواء كانت معدنية أو ورقية، وكانت تكسر الحصالة عند امتلاها بالمال للاستفادة منه.

المزراب: توجد في أرضية سطح البيت لنزول المطر إلى خارجه وهي عبارة عن أنبوب فخاري مفتوح من الطرفين ، وقد كنا نشاهد ذلك أيضاً في التلفاز والصور العريقة والقديمة.

 

 كرسي النارجيلة:

هي عبارة عن أنبوبة تكون مغلقة من القاعدة، رأسها مفتوح مخروطية الشكل مجوفة، يوجد فيها فتحة جانبية، يتم فيها تبعت الماء وهي تستعمل لهدف تخزين الماء (للنارجيلة)، ويطلق عليها عند الخليج باسم (القِدُو)، ويطلق عليها عند اللبنانيون (الأرجيلة)، وتكون مشابهة إلى حد كبير بالشكل والعمل (التعميرة السعودية) المشهورة في هذه الأيام، وأن الفرق بين التعميرة والنارجيلة من حيث التعبى، فأن التعميرة تعبى بمادة تدعى (الجراك)، أما النارجيلة تعبى بنوع خاص من التبغ الذي يطلق عليه عند العراقيين القدماء اسم (التتن)، ويطلق على كرسي النارجيلة اسم (التِّنْزالَه) عند بعض الفلاحين.

 

 

مقالات متعلقة في صناعات