سنة الهدام أو الغرقة

سنة الهدام أو الغرقة، طوفان نجد الكبير، توثيق تاريخي لسنة الهدام، استمرار هطول الامطار في سنة الهدام، سنة الجوع، فيضان نجد الكبير، عاصمة القصيم، تعريف الهدام،

  • 1013 مشاهدة
  • Sep 04,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب Admin
  • ( تعليق)
سنة الهدام أو الغرقة

سنة الهدام أو الغرقة

 

سنة الهدام أو الغرقة، أو ما يطلق عليه اسم (طوفان نجدٍ الكبير)، هي سنة حفرت في ذاكرة النجديين رغم مرور نحو سبعة وخمسين عاماً على حدوثها، فما هي سنة الهدام أو الغرقة؟، كل التفاصيل عن هذه السنة سنوردها لكم في هذا المقال من منصة أجراس.

 

طوفان نجد الكبير.

في عام 1957م، 1376هـ، بدأت الأمطار بالهطول بغزارة ليل نهار على مدينة نجد، واستمر هذا الهطول لمدة ثمانية وخمسون يوماً على التوالي، الأمر الذي أدى إلى محاصرة بيوت نجد، وتشكل السيول التي تجاوزت أعتاب المباني، وأدت إلى انهيار الكثير من البيوت والمتاجر والمساكن، وطمر ما فيها من متاع.

 

 حيث أن غالبية البيوت في ذلك الوقت كانت مبنية من الطين، وقد أدى هذا الأمر إلى فرار السكان باتجاه الأماكن المرتفعة، واستعانوا بأدوات بسيطة من البسط التي قاموا بتعليقها على أغصان الأشجار للاحتماء من الأمطار قدر الإمكان.

 

توثيق تاريخي لسنة الهدام

عرف عام 1957 بسنة الهدام عند النجديين، وقد شمل هطول الأمطار عدة مناطق في الجزيرة العربية بمعدلات مُتفاوتة، لكن الضرر الأكبر حدث في مدن سدير والقصيم، أما منطقة بريدة والمدن والقرى المجاورة لها سجلت الضرر الأكبر، وقام الشيخ إبراهيم بن عُبيد العبد المحسن برصد أحداث الكارثة التي حلت في ذلك العام في كتابه الذي عنونه باسم (حوادث الزمن).

 

 حيث ذكر فيه بأنه في أوَّل المربعانية التي صادفت يوم 5/12/1376هـ، بدأت الأمطار بالهطول على منطقة القصيم، واستمرت طيلة اليوم، واليوم التالي، والذي بعده، واستمر الهطول لمدة خمسة أيَّامٍ دون توقف.

 

 وقد أدى هذا الهطول إلى انهيار حيطان المنازل، ومضى خمسة أيامٍ أخرى وأهالي المنطقة يتضرعون إلى الله أن يُمسك عنهم السماء، وقد دب الخوف في نفوس السكان خشية انهيار منازلهم وانطباقها عليهم، واشتد هطول الأمطار الذي أدى إلى زيادة تشكل السيول، فتعطلت الدراسة منذ ذلك الوقت.

 

 وخاف الناس من الجلوس في بيوتهم لشدة التشققات والتصدعات التي حدثت فيها، فخرجوا إلى البراري على الرغم من اشتداد حدة الهطول فوق رؤوسهم، ومن تمكن من إحضار بساطٍ من بيته قبل الهروب منه، قام برفعه بأعوادٍ ليحتمي هو وعائلته من المطر.

 

وقد أضاف الشيخ في كتابه، قائلاً بأن المطر لم يتوقف، بل أقبلت سحب متراكمة أدت لحدوث البرق والرعد، واشتداد الهطول، وتهدم المنازل التي كانت تحدث دوياً مخيفاً كصوت المدافع، فكان الكرب الذي ألم بالمكان عظيماً، لدرجة أن الناس لحظة الهروب لم يلتفتوا إلى بعضهم البعض، فنسيوا أولادهم ومتاعهم، وتعالى صراخهم وبكائهم، ولجأوا إلى الصحراء وافترشوا الأرض، عراة جياعاً يرتعدون من البرد، وقد خارت قواهم، وأنهكهم الجوع.

 

استمرار هطول الأمطار في سنة الهدام

استمر هطول الأمطار لمدة شهرين متتاليين، أعقبها شرق شمس خجولة للحظات قليلة في سماء ملبدة بالغيوم، وكان الناس بعد توقف المطر لا يجرؤون على دخول منازلهم إلى للتزود من الطعام، ثم يقفلون عائدين إلى الصحراء، فبقيت البيوت خاوية، أما الناس فقد سكنوا الخيام التي منحتها الحكومة للأسر المنكوبة.

 

 وفي يومٍ اشتد هطول الأمطار، واشتد معه البرد حتى أنه نزل البرد عليهم بشكل لم يعهده سكان المنطقة سابقاً، واستمر تدني درجات الحرارة لمدة ثلاثة أيام، وكانت المرة الأولى التي لا يرى فيها أهالي المنطقة الشمس لمدة تجاوزت الشهرين، أما البيوت التي دمرت بفعل الأمطار والسيول في منطقة بريدة وحدها كانت ثلاثة آلاف بيت.

 

 

مقالات متعلقة في تاريخ