العصر الحجري، متى بدأ العصر الحجري، الانسان البدائي نياندرتال، الإنسان البدائي، الموطن والانقراض، انسان دينيسوفان، الدينيسوفان اسلاف الميلانيزيوم، الادوات
يُمثِّل العصر الحجري الفترة التي تزامنت مع ظهور الإنسان، في زمن ما قبل التاريخ، والتي استخدم فيها الإنسان أدوات حجريَّة بدائيَّة، وقد امتدَّ هذا العصر لِما يقرُب من 2.5 مليون سنة، وانتهى قبل حوالي خمسة آلاف عام؛ عندما بدأ البشر في الشَّرق الأدنى العمل مع المعادن، وصنع الأدوات والأسلحة البرونزية.
تمكَّن علماء الأنثروبولوجيا من معرفة الكثير عن البشر القدماء من خلال المصنوعات الحجريَّة، كيف صنعوا الأشياء، وكيف عاشوا، وكيف تطوّر سلوكهم مع مرور الوقت، وقد عاش البشر حينها في مجموعات بدويّة صغيرة، حيث كانت الأرض تعيش في العصر الجليدي، الفترة الأكثر برودة.
رافقت الإنسان حيوانات عملاقة مثل الصناجة (أجداد الفيلة)، القطط ذات الأسنان الحادّة كالسيف، والكسلان، وكان البشر وقتها يصطادون الثديّات الكبيرة، كالماموث الصوفي، ثور البيسون العملاق، إضافةً للغزلان، مستخدمين الأدوات الحجريَّة في ذلك.
وقبل حوالي 14000 عام، بدأ الاحترار في الأرض، ما هدّد وجود الكثير من الحيوانات الكبيرة، وبعضها انقرض لاحقاً، وذلك في منطقة الهلال الخصيب، حيث أنّه ومع ازدياد الدفء، أصبح وجود القمح البرّيّ والشعير وفيراً، وقد بدأ بعض البشر في بناء منازل دائمة في المنطقة، حيث تخلّوا عن أسلوب أسلافهم البدويّة في العصر الجليدي، ليبدأ عصر جديد، بدأت فيه الزراعة، كما بدأت القطع البشرية في الأمريكيتين بالظهور، ولم يتأكد الخبراء تماماً من هويَّة هؤلاء الأمريكيين، أو من أين أتوا.
ويتشارك مع عدد من الأقارب من أشباه البشر وقد انقرضت، مثل الإنسان البدائي النياندرتال، وإنسان الدينيسوفان: الإنسان البدائي "نياندرتال: وهو نوعٌ مُنقرِض من السلالة البشريّة، ويُعتبر من أقرب المُقربين للإنسان الحديث، وقد استوطن الإنسان البدائي جميع أنحاء أوروبا وأجزاء من قارّة آسيا؛ مُنذ حوالي 400,000، حتَّى 40,000 سنة مضت، وكانوا يعملون في صيد الحيوانات الكبيرة، وتوجد بعض الأدلَّة على تزاوج الإنسان البدائي مع الإنسان الحديث، حيث يشترك العديد من البشر اليوم في جزء صغير من الحمض النووي لإنسان نياندرتال.
ومازال السبب الحقيقي وراء اختفائهم يحيّر العلماء الذين يدرسون التطوّر البشري، ويقدّر العلماء أنَّ البشر وإنسان "نياندرتال، يشتركون في سلف مشترك عاش قبل 800,000 عام في إفريقيا، وفي عام 1829، تمّ العثور على جزء من جمجمة طفل نياندرتال في كهف بالقرب من "إنجيس" في بلجيكا، حيث تمّ معرفة حقيقتها بعد عقود، لكنَّها كانت أوَّل أحفورة للإنسان البدائي على الإطلاق، كما تمّ اكتشاف أوَّل عظام لإنسان نياندرتال في عام 1856، في كهف فيلدهوفر، بالقرب من مدينة دوسلدورف الألمانيَّة.
لا يُعرف الكثير عن ثقافة وعادات الإنسان البدائي، رغم وجود بعض الأدلَّة على وجود بعض الصناعات الرمزيَّة والأعمال الفنيّة، إضافةً لاستخدامهم النّار، ودفن الموتى، وقد كان الإنسان البدائي يعيش ضمن مجموعات صغيرة مُنعزلة، دون اتصال يذكر فيما بينها، كما تبيّن أنَّ أدمغة الإنسان البدائي، كانت أكبر من أدمغة البشر، لكن ذلك لا يعني أن تكون أكثر ذكاءً، بل كان الجزء الأكبر منها مخصصاً للرؤية والتّحكم بالحركة، إضافةً للصيد، دون وجود أجزاء تتحكّم في التفكير والتفاعلات الاجتماعيَّة.
عاش إنسان نياندرتال في أوربا وآسيا، لمئات الآلاف من السنين، عندما وصل الإنسان الحديث، حيث انقرض في أوربا منذ حوالي 40 ألف سنة، أي ما يقرب من 5000 إلى 10000 سنة، بعد لقائه لأوَّل مرّة بالإنسان العاقل. وهناك العديد من النظريات حول سبب انقراضه، فإحداها تقول أنّه وبسبب المناخ البارد.
وانقراض الغذاء المفضّل له وهو الماموث الصّوفي، فيما تذهب مقولات أخرى إلى أنَّ الإنسان البدائي قد اختفى تدريجيَّاً نتيجة التهجين مع البشر مع مرور الزمن، فيما تشير نظريّات أخرى إلى أنّ مرضاً نادراً جلبه معه الإنسان المعاصر من إفريقيا، لم يكن عند النياندرتال المناعة الكافية لمقاومته.
وهو نوعٌ منقرض من البشر، قريبٌ من البشر المعاصرين، وقد وجد العُلماء بقايا لهذا الإنسان أوَّل مرّة من بقايا كهف في سيبيريا، بالعام 2010. فيما تُشير أدلّة الحمض النووي، أنَّ الدينيسوفان مرتبط بكلٍ من إنسان نياندرتال، والإنسان الحديث، وربما يكون قد تزاوج مع كليهما، كما يشترك معهم بسلفٍ مُشترك هو Homo) (heidelbergensis في إفريقيا، منذ 300,000 و 400,000 سنة، حيث غادرت مجموعة واحدة من إفريقيا، امتدت إلى أوراسيا، ثُمَّ انقسموا، قسمٌ ذهب غرباً إلى أوربا وتطوّروا إلى إنسان نياندرتال، فيما تحوّل الذين ذهبوا شرقاً باتجاه آسيا إلى دينيسوفان. أمَّا أسلاف البشر الذين بقوا في إفريقيا فقد تطوّروا إلى الجنس البشري الحالي، الإنسان العاقل.
لا يوجد أدلّة متى تطوّر إنسان دينيسوفان بالضبط، أو متى انقرض، لكنّ أدلّة الحمض النووي تُشير إلى أنّهم كانوا يعيشون في آسيا منذ 80 ألف عام على الأقل، وقد يكون لديهم بشرة داكنة وشعر داكن وعيون داكنة، دون وجود تنوّع جيني كبير، ما يدل على أنّ عدد سُكانه لم يكن كبيراً جداً.
الميلانيويون هم مجموعات يسكنون شرق آسيا الحاليَّة، حيث أنّهم قد ورثوا مايصل إلى 5% من جيناتهم، من الدينيسوفان، وسُكان جزر المحيط الهادئ هم السكان الأصليّون، في منطقة تمتد من بابوا غينيا الجديدة إلى فيجي. كما يمتلك سكان التيبت والصّين آثار الحمض النووي للدينيسوفان في جيناتهم كذلك، ففي العام 2014، توصَّل الباحثون إلى أنّه من المحتمل أن تكون عائلة شيربا العرقيَّة قد ورثت من دينيسوفان نوعاً جينيّاً رياضيّاً فائقاً، يُساعدهم على التّنفس بسهولة في المرتفعات العالية.
المطرقة الحجريَّة: وتُعتبر من أقدم وأبسط الأدوات الحجريَّة التي استخدمها البشر حينها، حيث قُطِّعت فيها الأحجار الأخرى، وكذلك استُخْدِمت لتفكيك المكسرات، والبذور والعظام، وطحن الصلصال. ويُشير العُلماء إلى أنَّ تاريخ أقدم الأدوات الحجريَّة يعود إلى 2.6 مليون سنة، وقد اكتُشِفت لأوَّل مرّة في تنزانيا في ثلاثينيّات القرن المنصرم؛ من قبل عالم الآثار لويس ليكي، مِمَّا دفع الخبراء للاعتقاد بأنّ الصناعات اليدويّة جاءت في وقتٍ مُبكِّر جدَّاً من تاريخ البشريّة.
مع التقدّم البشري، بدأ البشر بابتكار أدوات حجريّة أكثر تطوّراً، شملت الفؤوس اليدويّة، والرِّماح لصيد الفرائس الكبيرة، والكاشطات لإعداد جلود الحيوانات، والمخارط لتقطيع ألياف النباتات وصنع الملابس. لم تكن كافة الأدوات المُستخدمة في العصر الحجري مصنوعةً من الحجر، بل تمّ تجريب مواد أخرى خام، كالعظام، والعاج، إضافةً لقرون الوَعل.
لاحقاً أصبحت أدوات العصر الحجري تُشير إلى تسارع وتيرة الابتكار، وظهور هويّات ثقافيَّة متنوِّعة، أبرزها : الحربة، الإبر العظميَّة والعاجيّة، إضافة ً إلى مزامير العظام لعزف الموسيقى، وكذلك الرقائق الحجريَّة، التي تُشبه الإزميل المُستخدمة في نحت الخشب.
كان الغذاء في تلك الفترة يعتمد على الأطعمة النموذجيّة للصيّادين، اللحوم والأسماك، والبيض، والاعشاب، إضافةً للدرنات والفواكه، والخضار، والبذور والمكسّرات، فيما استخدم النَّاس في العصر الحجري الأواني الفخاريّة لطهي الطعام وتخزين الأشياء، حيث تمّ العثور على اقدم فخّار معروف في موقعٍ أثريٍّ في اليابان، يصل عمرها إلى 16500 عام.
رغم وجود الإمكانيَّات اللازمة لصناعة الرِّماح والأدوات الأخرى، والتي كانت تُستخدم كأسلحة، لكن لا وجود لأدلّة كثيرة على وجود حروب في العصر الحجري، حي يعتقد معظم الباحثين أنَّ الكثافة السكانيّة القلية في المناطق هي التي حالت دون وقوع الصراعات العنيفة بين المجموعات، وقد تكون الحروب بدأت في وقتٍ لاحق؛ عندما شعر البشر بالاستقرار وتشكيل عملات اقتصاديَّة، كالسِّلع الزراعيّة.
على الجانب الآخر، تمّ اكتشاف أقدم فن معروف في العصر الحجريّ، في فترة لاحقة تعرف باسم العصر الحجري القديم الأعلى، أي منذ حوالي 40 ألف عام، حيث بدأ هذا الفن يظهر في أجزاء من أوربا، والشَّرق الأدنى وآسيا وإفريقيا، ويُعتبر أقدم تصوير معروف للإنسان في العصر الحجري، هو تمثال صغير عاجي لامرأة ذات تفاصيل مُبالغ فيها، وقد سمّي هذا التمثال "فينوس وايل فيليس"، وعمره حوالي 40 ألف سنة.
كما بدأ البشر بنحت الرُّموز والعلامات على جُدران الكهوف في العصر الحجري، مُستخدمين أحجار المطرقة، والأزاميل الحجريّة، كجداريات مبكِّرة، ونقوش حجريّة، حيث كانت تصوّر مشاهد للحيوانات، أو كخرائط تُظهر الممرّات والأنهار والمعالم، إضافةً للعلامات الفلكيّة والرُّموز التي تربط الوقت والمسافة.
تمّ إنشاء أقدم نقوش صخريّة منذ حوالي 4000 عام، حيث اكتُشِفَت نقوش صخريّة في جميع القارَّات عدا القطبيّة الجنوبيّة.
ابن رشد رجل عصر النهضة وأمير العلم
ابن خلدون وعلم الاجتماع,
الممالك العربيّة الجنوبية في اليمن القديم
علم اجتماع العلوم الصّورة الاجتماعيّة الفلسفيّة لابن خلدون
الممالك اليمنيّة القديمة
أدوات العصر الحجري القديم
قرى فلسطين المدمرة
تقرير عن الحضارات القديمة في عمان
سنة الهدام أو الغرقة
عوامل قيام النهضة الأوروبيّة
متى حصلت الكويت على استقلالها
حي الشيخ جراح بين الماضي والحاضر وأهميته
قدسية المسجد الأقصى على مر الأزمان
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس