التَّربية الحديثة, التَّربيةالمُعاصِرة, أهم أساليب التَّربية, الطرق التَّربوية الحديثة, الأساليب التَّربوية الحديثة, طرق التَّربية المُعاصِرة,التَّربية الحديثة
قد يظهر للناس عموماً أنَّ تربية الأطفال والأبناء عملية عادية وبسيطة وليست بالأمرِ العسير، لكنّك إن سألتَ المتزوجين والمُربَّين عن طبيعة تربية الأولاد فإن إجابة غالبيتهم ستصف العملية التَّربوية بأنها أمرٌ صعبٌ ومعقّدٌ للغاية وأنّها تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد والتحلّي بالكثير من الصبر.
لاسيما في عصرنا الحالي المُفعم بالتكنولوجيا والتطور، وهذا يعني أنّ أساليب وأنماط التَّربية القديمة والتي كان يتّبعها الأهل فيما مضى لم تعد كافية اليوم ولن تفي بالغرض المُراد من تربية الأبناء في تكوين شخصياتهم وتنميتها وجعلهم أفراداً فاعلين في المجتمع قادرين على المساهمة في بنائه وتحقيق نهضته، لذلك أصبح من الضروري اليوم اتباع أساليب وطرق تربوية حديثة تتماشى مع الواقع الذي نعيشه اليوم.
يشير مصطلح التَّربية إلى التنشئة والتأديب والاهتمام والتوجيه وبناء الشخصية السويّة للفرد في مختلف مراحله الحياتيّة، وهي عملية عامة تستهدف جميع الأفراد في المجتمع، فلا تقتصر على فئة عمرية دون أخرى، أو طبقة من المجتمع دون غيرها، كما وأن التَّربية لها جوانب متعددة فقد تكون تربية جسديّة أو تربية أخلاقيّة أو تربية اجتماعيّة.
ويرى أفلاطون أنَّ التَّربية هي عبارة عن جملة الأدوات والوسائل التي يستخدمها المُربِّي من أجل تنشئة الطفل وتكوين شخصيته وتهيئتها ليكون جاهزاً للمشاركة في الحياة والمساهمة في بناء المجتمع.
تعتبر الأسرة الكيان الاجتماعي الأول المسؤول عن التنشئة السوية والسليمة لأفراد المجتمع، لكن التنشئة السليمة للأطفال ليست بالعملية السهلة لذلك يحب على الآباء صبّ وتكريس جُلَّ اهتمامهم على هذه العملية وتسخير كل إمكانيّاتِهم وطاقاتِهم في تأمين الجوِّ الأُسريّ الملائم لتربية صحيحة وسليمة.
فنتائج التَّربية السليمة تنعكس على الطفل ذاته بالدَّرجة الأولى، لأنّها تساعده على تنمية الكثير من جوانب شخصيته، فمن خلال التَّربية السوية والصحيحة يصبح الطفل أكثر قدرة وأكثر فهماً لطريقة التعامل مع الناس، وتزداد ثقته بنفسه وبقدراته وإمكانياته، كما وينمو جسده بالشكل السليم فيصبح أقرب للجسم المثالي ويتطور عقله وأسلوب تفكيره، وتطوّر كذلك روحه نتيجة امتلاكه للقيم الفاضلة والأخلاق الحميدة.
وتظهر أهمية التَّربية الأسرية السليمة في تنشئة الأفراد الصالحين والفاعلين على صعيد المجتمع أيضاً، لأن التَّربية الصحيحة للأطفال تجعل منهم أفراداً ناجحين وماهرين وفاعلين، فهم الجيل القادم الذي ستكون مهمته بناء مجتمع سوي وسليم، مجتمع قوي ومتقدم.
يوجد مجموعة متنوعة من الطرق التَّربوية الحديثة والأساليب المُعاصِرة أبرزها:
يقوم هذا النمط التربوي على تعليم الوالدان لأطفالهما كيفية التحدث إلى الآخرين، وتعليمهم أُسس المناقشة، وأساليب الحوار والتعبير عن آرائهم بكل هدوء وأدب، وهذه الطريقة التَّربوية تستوجب على الآباء الانتباه لأطفالهم وتحديد وقت مخصص للجلوس مع الطفل ومناقشته ومحاورته والاستماع إلى آرائه، وهذا يستوجب منحهم حرية التعبير عن الرأي، ليكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم بكل صراحة دون خوف أو تردد.
بات أسلوب التَّربية باستخدام العنف والضرب من الأساليب التَّربوية القديمة والتي أثبتت عبر الزمن فشلها الذريع في تحقيق أهداف التربية، لأنّ الضرب يجعل شخصية الطفل شخصيّة ضعيفة ومهزوزة، فتنعدم ثقته بنفسه، لذلك وبحسب أساليب التَّربية الحديثة فإن معاقبة الأطفال بالضرب هو تصرف خاطئ تماماً ويجب استبداله بأساليب معاقبة أخرى كالحرمان من المكافآت والهدايا، أو مخاصمته وعدم التحدث إليه لفترة صغيرة.
يمتلك كل طفل جملة من الاحتياجات على مختلف الجوانب، منها النفسي والجسدي والعقلي والعاطفي، ومهمّة الأهل تتجلى في تحقيق الموازنة بين مختلف هذه الاحتياجات، وتدريب الطفل على كيفية الموازنة بينها، بالإضافة إلى تدريبه وتعليمه كيفية التوفيق ما بين الاحتياجات الرئيسيّة والرغبات الثانويّة.
أهم صفة يجب أن يمتلكها الطفل هي الثقة بالذات، مع الانتباه إلى عدم تحولّها إلى غرور وتكبُّر على الآخرين، لأنّ أساس القدرة على تحمُّل ظروف الحياة المختلفة وتقبُّلها هو ثقة الإنسان بنفسه، وهذه الثقة يمكن للأهل غرسها لدى الطفل بوسائل متنوعة مثل تشجيعه والثناء عليه في كل مرة يقوم فيها بفعل جيد، ويمكن أن يكون التحفيز معنوياً من خلال الإطراء عليه ومدحه بالكلمات الطيبة، أو مادياً من خلال تقديم الهدايا، والأفضل أن يعتمد الأسلوب التشجيعي على التنويع بين التحفيز المادي والآخر المعنوي.
ومن خلال هذا الأسلوب يقوم الوالدان بتعليم الأبناء كيفية التغلَّب على المصاعِب وإيجاد حلول للمشكلات المختلّفة ومواجهتها، إذاً تعتمد هذه الطريقة على الابتعاد كل البعد عن أسلوب التوبيخ والعقاب.
تقوم هذه الطريقة التَّربوية على تعديل سلوك الطفل، فإمّا أن يتم تنمية السلوك المُمارس من قبل الطفل من خلال تعزيزه بالجوائز والمكافآت والهدايا وكلمات المدح والثناء، أو أن يتم ردعِه عنه ومنعه من إعادة ممارسته من خلال إجبار الطفل على تحمُّل نتائج السلوك الخاطئ الذي مارسه من خلال معاقبته بحرمانه من المكافأة مثلاً.
يكون الطفل وبشكل خاص في مراحله العمرية الأولى نسخة مصغّرة عن والديه، فيقوم بتقليد معظم السلوكيّات والتصرفات التي يقوم بها والداه، لذلك يجب أن يكون الوالدان المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأولادهم، وأنّ أي سلوك يريدان إكسابه لطفلهم يجب أن يقومان بممارسته أمام الطفل وتطبيقه بشكل يومي، وهنا يستوجب على الوالدين مراقبة تصرفاتهم والانتباه لها، والابتعاد عن أي تصرف سيء ولا يرغبون بظهوره لدى أولادهم.
على سبيل المثال يتعيّن على الآباء التزام الصدق كي يتعلم ابنهم الصدق، واحترامه وتقديره لكي يتعلم احترام الآخرين، ومنحه الثقة لتزداد ثقته بنفسه، والعطف عليه ومنحه مشاعر المحبة والمودّة كي تسود محبة الآخرين في قلبه.
من المهم جداً غرس القيم والأخلاق الفاضلة والخصال النبيلة لدى الطفل خلال مراحل الطفولة المبكرة، ومن أهم الوسائل التعليمية والتَّربوية المساعدة على ذلك هي أن يقوم أحد الوالدين بقراءة القصص الهادفة والتي تكون ذات مغزى وعِبرة، ويجب على الوالدين اختيار القصص الهادئة غير المرعبة والتي تحمل قيم وفوائد جمة، والتي تناسب عمر الطفل.
وحبذا لو تكون القصص التي يتم قصها على الأطفال قصص من القرآن الكريم وقصص الأنبياء والصحابة.
أهم ما يميز الأساليب التَّربوية المُعاصِرة مايلي :
1- تمنح الطفل فسحة كبيرة من الحرية في الاختيار.
2- تتيح للأبناء حرية التعبير عن آرائهم بطريقة واضحة ومباشرة دون تردد أو خوف من رد فعل الوالدين.
3- إخراج شخصيات ناجحة قادرة على مواجهة مشكلاتها وحلها بالطرق الصحيحة.
على الرغم مما تمتلكه التَّربية المُعاصِرة من إيجابيات ومزايا في بناء شخصيات سوية وسليمة، إلا أنها لا تخلو من بعض السلبيات بالمقابل، وهذه السلبيات لا يمكن تعميمها على الجميع بل قد تنطبق على حالات دون أخرى، منها:
1- غياب الطاعة المطلقة للوالدين نتيجة غياب الحزم والشدة التي كانت تستخدم في التربية قديماً.
2- ميل الأطفال إلى الأنانية وحب الذات والسعي إلى إشباع رغباتهم بأي ثمن كان.
بعد التعرف إلى مختلف طرق التَّربية الحديثة يجدر بنا التنويه إلى أنّ التربويّون وأهل الاختصاص لم يتفقوا على أفضل تلك الطرق، نظراً لأن كل أسلوب يمتلك مزايا لكنه مُحاط ببعض السلبيات أيضاً، هذا يعني أنّ اختيار الطريقة التربوية الأفضل يقع على عاتق الأهل، فالأسرة وحدها من يقدر على تحديد أسلوب التَّربية الأنسب لطبيعة الأسرة والبيئة التي يعيشون فيها، ولابد من التأكيد على أنه عند اختيار أيٍّ من الطرق التَّربوية يجب على الوالدين الانتباه إلى الدمج والمزج بين الحزم والشدة وبين الحب واللين.
الأسباب الاجتماعية لتعاطي المخدرات
لماذا يتطلب التعلم تفاعلات ، ومعلم ؟
التعلم عن بعد وأثاره المستقبلية
نظرية فيزياء الكم أو ميكانيكا الكم
الاحتباس الحراري المهدد الأخطر لحياة الكائنات
مشكلة دلع الاطفال
جميع الحقوق محفوظة © 2020 | موقع أجراس