من هو مؤسس علم الكيمياء

من هو مؤسس علم الكيمياء ؟

حاول الإنسان منذ بداية التاريخ فهم واستيعاب العالم والبيئة المحيطة به، حاول استغلال الموارد الموجودة في بيئته لصنع ما يحتاجه من أدوات ولوازم حياتية. فبدأ الإنسان بالعصر الحجري والذي استعان فيه بالحجارة ليصنع منها أدواته وبيته وأوانيه وكل ما يحتاجه تقريبا. ثم تطور الأمر للبحث عن خامات أخرى في الطبيعة فاستعان بالنباتات ودرس خواصها وتأثيرها ليستخدمها في صنع طعامه ودواءه ثم تطور الأمر شيئا فشيئا وتعمق الإنسان في دراسة المواد المحيطة به وعمل على خلطها ليحصل على مواد جديدة بمواصفات مختلفة، ومن هنا نشأ علم الكيمياء والذي عمل الكثيرون فيه على مر التاريخ ولكن حقيقة من هو مؤسس علم الكيمياء الحقيقي والذي بدأ معه كل شيء. هذا ما سنتحدث عنه في هذا الموضوع.

ما هو علم الكيمياء؟

علم الكيمياء هو علم يعتمد على دراسة المواد الموجودة في البيئة وخواصها بنية كل مادة منها وكيفية تفاعلها مع المواد الأخرى عند خلطهما معا وكيفية الحصول على مواد جديدة عبر خلط أكثر من مادة سويا للحصول على مواد ذات خواص جديدة ومميزة.

كما يدرس علم الكيمياء كيفية تكوين كل مادة وتركيب الذرات أو الجزيئات المكونة للمادة ومدى قوة ترابطها وقوتها عند اتحادها معا داخل المادة الواحدة أو عند اتحادها مع ذرات مواد أخرى.

ما هي أهمية علم الكيمياء؟

إذا أردنا أن نعرف من هو مؤسس علم الكيمياء، فيجب أن نعرف ما هي أهمية علم الكيمياء التي أسسها هذا الشخص والتي صنعت أهميته.

حيث يجب أن يعرف الجميع أن الكيمياء هي أكثر علم مؤثر في حياتنا جميعا. فأجسامنا ما هي في الواقع إلا عدة مواد متفاعلة معا لتصنع أعضائنا وأن كل التفاعلات الكيميائية التي تدور داخل أجسامنا هي نا تمكننا من الحركة والسمع والفهم كل ما نقوم به لا يحدث إلا عن طريق تغيرات كيميائية معقدة تحدث داخل عقولنا وعضلاتنا وغيرها من أعضاء الجسم وهي ما تسمى بالكيمياء الحيوية.

أما ما خارج أجسامنا فالكيمياء هي ما تتحكم في كل شيء تقريبا. بداية من الطعام الذي نتناوله والذي يمر بتفاعلات كيميائية عديدة لينمو ويصبح صالحا للأكل، أما ما نلبسه فقد مر أيضا بالعديد من التغيرات الكيميائية ليصبح النسيج ملائما للصباغة والخياطة لنتمكن في النهاية من الحصول على الملابس اللازمة وغيرها.

وكذلك السيارات والطرقات والأدوية وكل ما يحيط بنا تقريبا قد طالته يد الكيمياء بشكل أو بآخر قبل أن يصل إلى أيدينا بالشكل الذي نراه عليه.

من هو مؤسس علم الكيمياء؟

منذ بداية الخلق حاول البشر تغيير فهم وتغيير صفات المواد المحيطة بهم للاستفادة من هذه الماد بشكل أفضل. لكن ظلت هذه المحاولات على مدى قرون طويلة مجرد محاولات بدائية وغير منظمة ولا تستند إلى أساس علمي سليم. حتى جاء واحد من العلماء العرب القدامى بدأ في تأسيس علم الكيمياء على أسس سليمة وهو العالم العربي الجليل "جابر بن حيان"  .

ولد جابر بن حيان بن عبد الله الأردي في القرن الثامن الميلادي في مدينة طوس في خرسان الإيرانية ويعود أصله إلى قبيلة الأزد اليمنية، كان والده عطارا . تنقل جابر بن حيان في صغره ما بين إيران واليمن مسقط رأس والده حتى استقر به الأمر في العراق. عاش بن حيان في بالعراق ما بين مدينتي بغداد والكوفة خلال فترة الحكم الأموي وتتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق والعالم الحربي الحميري.

اهتم بن حيان منذ طفولته بالعلوم فعمل على دراسة الطب والصيدلة والفلسفة والفلك فزاع سيطه وترقى في المناصب حتى أصبح كبير الكيميائيين في بلاط الخليفة هارون الرشيد.

تعلم جابر بن حيان أساسيات علم الصيدلة من والده العطار الذي تعلم منذ صغره الكثير عن النباتات والأعشاب الطبية وتأثيراتها على جسم الإنسان وكيفية صنع الكثير من العلاجات الدوائية من النباتات الطبية.

ويعتبر جابر بن حيان هو مؤسس المنهج التجريبي في علم الكيمياء. حيث أنه أول من ابتدع أساليب الترشيح والتقطير والتبخير. كما يعتبر جابر بن حيان أول من ابتكر العديد من التفاعلات الكيميائية ووضع القواعد الخاصة لها مثل تركيب الأحماض ودمج المعادن وتركيب الألوان لصنع الأصباغ وأدخل أكسيد المنجنيز في صنع الزجاج.

كما قام جابر بن حيان بوضع العديد من التعريفات للعمليات المختلفة والكثير من المواد أيضا. حيث قام بتعريف بعض العمليات والتفاعلات مثل التبخير والتكثيف والصهر والإذابة  والتكلس والتبلور والتسامي. كما صنف المعادن وشرح خواصها وخواص الفلزات عامة، وصنف المواد سريعة التبخر وأسماها بالكحوليات.

وقد كتب بن حيان العديد من الكتب والمقالات التي شرح فيها نظرياته في الكيمياء وطرق إجراء تجاربه وما وصل إليه من علوم. ويرجع التقدم الذي حدث بعد ذلك في علم الكيمياء في أوروبا إلى كتب بن حيان التي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأوروبية والتي كانت الحجر التي بدأ منه كل علماء الكيمياء في العالم كله فيما بعد.

المنهج العلمي الذي اتبعه جابر بن حيان

يعتبر جابر بن حيان هو أول من أدخل المنهج العلمي والمنظم ووضع أساليبه التي وصفها في كتبه. حيث كانت الكيمياء في الماضي تعتمد على مزيج من الغموض والخرافات والشعوزة بدون أي منهج علمي سليم.

حيث قان بن حيان بإنشاء أول مختبر للكيمياء وقام بتجهيزه بأدوات جديدة من ابتكاره. حيث كان أو من استخدم المكاييل والموازين الدقيقة في تجاربه، واستخدم أيضا المنفاخ والبوتقة والماشة والأمبيق والأقداح والكور  والآتون والراط. كما وصف كيفية استخدام كلا من هذه الأدوات بدقة في كتبه وكيفية تحويل الصخور إلى مسحوق صالح للتجارب. وقد قام بتدوين كل ذلك بتفاصيله حتى أطلق عليه بن خلدون في مقدمته اسم "إمام المدونين" .

أشهر المركبات الكيميائية التي ابتكرها مؤسس علم الكيمياء جابر بن حيان

وقد ابتكر جابر بن حيان العديد من المركبات الكيميائية الشهيرة والتي مازلنا نستخدمها حتى يومنا هذا ومن شهرها:

• حمض الكبريتيك والذي ركبه عن طريق تقطير الشب

• حمض الكلوريدريك االمعروف باسم روح الملح
• حمض النيتريك "ماء الفضة" والذي أطلق عله اسم ماء النار
• نترات الفضة والتي أسماها حجر جهنم
• الصودا الكاوية
• حمض النتروهيدروكلوريك واسماه الماء الملكي لأنه قادر على إذابة الذهب
•  ثاني كلوريد الزئبق

أشهر كتب مؤسس علم الكيمياء جابر بن حيان

كتب جابر بن حيان أكثر من 2000 مقال وبحث في علم الكيمياء وجمعها في مجموعات من الكتب ومن أهمها:

• مجموعة 112 كتاب: وقد كتبها خصيصا للخليفة هارون الرشيد ووزرائه وتحتوي على اللوحة الزمردية والتي تتشابه إلى حد كبير مع الجدول الدوري للعناصر مع شرح تفصيلي لكل منها. وقد اعتبرها العلماء الأوروبيون مرجعا أساسيا لعلم الكيمياء.

• مجموعة الكتب السبعون: وتضم كتاب الأحجار وكتاب الزهرة.
• كتب التوازن: والتي يشرح فيها نظريته في توازن الطبيعة.
• كتب التصحيح العشرة: وتضم توصيات العلماء الآخرون مثل فيثاغورث وأرسطو وسقراط وافلاطون.

وقد تمت ترجمة كل ما كتبه جابر بن حيان إلى اللغة اللاتينية والتي كانت هي اللغة الرسمية في دول أوروبا في ذلك الحين فأصبحت هي المراجع التي اعتمد عليها علماء الكيمياء كلهم فيما بعد.