ماهي مُميّزات النظام الإداري المركزي؟

ماهي مُميّزات النظام الإداري المركزي,التنظيم الإداري,التنظيم الاداري,المركزية الادارية,المركزية الإدارية,القانون الإداري,عناصر المركزية الادارية,التنظيم.

  • 1002 مشاهدة
  • Feb 14,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب هيا الشيخ
  • ( تعليق)
ماهي مُميّزات النظام الإداري المركزي؟

ماهي مُميّزات النظام الإداري المركزي؟

جميع المنظمات تحتاج إلى طريقة عمل وأسلوب إداري ينظم ويقود سير العمليات ضمنها، سواءً أكانت المنظمة عامة أم خاصة، تجارية أم صناعية أم غير ذلك، وفي ظل اختلاف الأنظمة الإدارية الموجودة في العالم، نقف حائرين أمام تحديد الأسلوب الإداريالأنسب، لذلك سنعرف فيما يلي أحد أبرز الأنظمة الإدارية وهو النظام الإداري المركزي، وسنوضح أهم مُميّزاته.

 

تعريف النظام الإداري المركزي:

يقوم النظام الإداري المركزي على مركزيّة السلطة، أي توحيد السلطة وجعل القوة محصورة بمكان واحد وخاضعة لطرف واحد، بمعنى آخر توحيد وتجميع النشاط الإداري وإتاحته للسلطة التنفيذية فقط.

يعرّف LD White رجل الإدارة الشهير النظام الإداري المركزي بأنه عملية تكون نتيجتها تحول السلطة وانتقالها من المستويات الإدارية المنخفضة إلى أعلى مستوى إداري موجود فيالمنظمة.

كما وتعرّف المركزيّة الإدارية بأنها الهيكل التنظيمي الذي يكون فيه عدد أصحاب القرار قليل.

ويمكن أن يكون معنى المركزيّة تضمين المراكز الفرعية مثل المراكز المحلية أو الإقليمية ضمن مركز رئيسي واحد، ففي النظام الإداري المركزي يتم ممارسة السلطة واحتكارها من قبل الحكومة الموجودة في العاصمة،وبمشاركة طفيفة من قبل ممثلي الحكومة في مناطق الدولة ونواحيها، وبدون أدنى مشاركة من قبل الهيئات التي ينتخبها الشعب.

فالإدارة المركزيّة لا تشترط أن تتولى السلطة المتمركزة في العاصمة جميع الأعمال والمهام، إذ لا بد من وجود فروع تابعة لها في كافة مدن الدولة، لكن المركزيّة تعني أن هذه الفروع لا تتمتع بالاستقلال التام ولا تكون قادرة على ممارسة وظائفها ومهامها بصورة مستقلة وبدون الرجوع إلى السلطة المركزيّة، لأنها تبقى فرع من أصل ولزاماً عليها أن تتبع للسلطة المركزيّة وأن تلتزم تنفيذ قراراتها وتطبيق قوانينها.

ويوصف النظام الإداري بأنه نظام إداري مركزي عندما تكون السلطة ومحور اتخاذ القرار بيد أعلى إدارة في الدولة.
ويصف البعض الإدارة المركزيّة بامتلاك النقاط المركزيّة في الدولة أو الحكومة للسلطة، وعلى ذلك فإن الإدارة المركزيّة تتضمن بقاء صنع القرار محتكراً على أعلى سلطة إدارية، بينما تكون سلطة التشغيل من مهام مدراء المستوى الإداري المتوسط.

كذلك يطلق على الإدارة مصطلح إدارة مركزيّة عندما تتولى أعلى إدارة فيها مهمة التخطيط والتوجيه والإشراف والرقابة على باقي الإدارات الموجودة في النظام، وهنا تكون الإدارات الدنيا ملزمة بتنفيذ وتطبيق كل ما يصدر عن الإدارة العليا من قرارات.

وبالتالي فإن المركزيّة في النظم الإدارية عملية تكون نتيجتها حصر اتخاذ القرار بيد فئة قليلة جديدة من الناس، حتى أن أبسط الإجراءات وأصغر المسائل في المستويات الإدارية الدنيا لا تتم إلا بعد موافقة المستوى الإداري الأعلى.



ما الأسس التي يتم من خلالها تحديد مركزيّة الإدارة؟

يوجد خمسة معايير يجب الاخذ بها قبل اعتماد النظام الإداري المركزي وهي:

  1. طبيعة المنظمة: من الأفضل تطبيق الإدارة المركزيّة في الشركات الخاصة أو المملوكة من قبل عدد قليل من الشركاء.

  2. حجم المنظمة: كلما كان حجم المنظمة صغيراً كانت الإدارة المركزيّة هي الأفضل، لأنه وببساطة ستكون الإدارة العليا قادرة على إدارة المنظمة بكفاءة وجودة عاليتين.
  3. طبيعة عمل المنظمة: فإذا كان مجال عمل المنظمة لا يحتاج إلى خبرة كبيرة أو تخصص معين يمكن إدارتها بطريقة مركزيّة.
  4. إمكانية تفويض المرؤوسين: من ضمن العوامل التي تحدد النظام الإداريالمركزي للمنظمة هو مدى قدرة الرؤساء على تسليم مرؤوسيهم بعض المسؤوليات على أن تبقى زمام الأمور بيد الإدارة العليا.
  5. درجة كفاءة الموظفين: إذا لم يمتلك موظفو المنظمة المهارة والخبرة الكافية لتحمل المساءلة عما يقومون به من أعمال فمن الضروري جداً اتباع أسلوب الإدارة المركزيّة.

 

مميزات النظام الإداري المركزي:

يحمل أسلوب السلطة المركزيّة في النظام الإداري مجموعة المميزات التالية:

دعم سلطة الدولة:

استخدام الحكومة النظام الإداري المركزي في الدولة ضروري جداً من أجل تقوية سلطة الحكومة ودعم نفوذها في جميع مناطق الدولة وأرجائها.

سيادة القانون والنظام:

لما كان مصدر القرارات والقوانين نابع من سلطة واحدة كان من السهل على كافة العاملين في الدولة فهم قرارات الحكومة وتعليماتها واتباع إجراءاتها، فيساهم ذلك بدوره في سيادة نظام موحد واجراءات موحدة ضمن كافة مؤسسات الدولة وفروعها، وبذلك إذاً تكون الإدارة قادرة على فرض قراراتها وتوحيد سياستها بقوة وحزم.

ضمان الوصول إلى الغايات:

غالباً ما يساعد النظام الإداري المركزي على تحقيق الأهداف المؤسساتية والقيم التي قامت عليها المنظمة.

نفقات مالية أقل:

لأن تركيز السلطة في مكان واحد وجعل اتخاذ القرار مسؤولية طرف واحد يساهم في تقليل اتخاذ القرارات المتعلقة بالجانب المالي إلى حد بعيد، وبالتالي تنخفض نسبة التكاليف إلى درجة كبيرة، إلى جانب عدم الحاجة إلى تمويل الهيئات والمجالس اللامركزيّة، أضف إلى ذلك أن النظام المركزي الإداري يساهم في التخلص من أي نشاط مكرر وبالتالي يوفّر تكاليفه.
التحكم الأمثل بالأنشطة:

اعتماد جهاز إداري مركزي يضمن تحقيق سرعة في العمل بسبب غياب ازدواجية العمل لاسيما في ظل القرارات الموحدة والعمليات المنظمة.

تأمين الخدمات المتنوعة:

اعتماد المركزيّة في النظم الإدارية يعد الطريقة الأفضل لتوفير متطلبات المجتمع وأفراده من الخدمات المختلفة، والطريقة الأمثل لتأمين المرافق العامة للجميع، لأن نشاط تلك المرافق غير مرتبط بفئة معينة.

تحقيق أقصى استفادة من الموظفين:

وذلك من خلال استغلال خبرات وكفاءات الموظفين بالشكل الأمثل.

إجراء عمليات التقييم بشكل أجود وبوقت أقل:

لأن تعميم سياسة صادرة عن مركز واحد في جميع مؤسسات الدولة يجعل عملية التقييم المؤسساتي تتم بصورة أسرع وخلال فترة زمنية أقصر.

سيادة العدل وتحقيق المساواة:

عندما يكون هناك سلطة واحدة مركزيّة تشرف على جميع المرافق في المجتمع دون تمييز أو تفرقة ستكون النتيجة سيادة العدل.

 

سلبيات ومشكلات النظام الإداري المركزي:

قد تكون إيجابيات ومميزات الأسلوب المركزي في الإدارة كثيرة وجوهرية لكن لابد وأنه يضم بعض السلبيات، أبرزها:

إضاعة وقت أصحاب السلطة:

عندما تكون السلطة واتخاذ القرار بيد كبار الدولة من مسؤولين وإداريين سيكون معظم وقتهم مشغول بأمور ومسائل قد لا تكون على قدر كبير من الأهمية، وبالتالي ستأخذ هذه المسائل مكان المسائل الأخرى الأكثر أهمية.

مخالفة للديمقراطية:

تنادي الديمقراطية دائماً بضرورة المشاركة الشعبية بالأمور المتعلقة بهم، كأن تكون الإدارة واتخاذ القرارات الخاصة بالمحليات بيد المجالس الشعبية التي ينتخبها أفراد الحي أو المنطقة.

انعدام الإبداع وسيادة الروتين:

إذ يصبح الموظفون والعمال وحتى الإدارات الفرعية مجرد آلات ووسائل لتطبيق القرارات التي تصدر عن الإدارة المركزيّة، فينعدم نتيجة ذلك حس المبادرة والإبداع والتميز بالأفكار لدى أي شخص.

الرتابة والتأخير:

ينتج عن تمركز اتخاذ القرار بيد السلطة الأعلى في الدولة تأخر في إصدار القرارات التي غالباً ما تأتي غير متلائمة ومناسبة للظرف، خاصةً في ظل ابتعاد السلطة عن مكان تنفيذ القرار.


ختاماً يتبين أن النظام الإداري المركزي ما هو إلا أسلوب للعمل المؤسساتي، يعتمد الهرمية والتسلسل في السلطة وإمكانية اتخاذ القرارات مهما كان حجمها، وكما أن للتنظيم الإداري المركزي مميزات ينفرد بها، وهي التي تدفع بالمنظمات المختلفة إلى اعتماد أسلوب المركزيّة في الإدارة، إلا أنه بالمقابل لا يخلو من بعض العيوب والسلبيات التي يجب الحذر منها والسعي إلى التقليل منها قدر المستطاع.


المراجع:

Prachi M, Centralization:

https://theinvestorsbook.com/centralization.html
 

مقالات متعلقة في العلوم الأدارية